توقيت القاهرة المحلي 11:08:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جدل لبناني «شبه بيزنطي» والدولة تترنح!

  مصر اليوم -

جدل لبناني «شبه بيزنطي» والدولة تترنح

بقلم: مشاري الذايدي

هي من المرات النادرة التي أساند فيها موقف وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، في الذبّ عن رئيس الجمهورية ميشال عون، وفي الوقت نفسه الرئيس الحزبي (سابقاً) لباسيل، حزب «التيار الوطني الحر»؛ «التيار العوني» اختصاراً.
لكن بصراحة عجبت من سر هذه الهبة المضرية العونية الجبرانية على الترك، حول جدل مضى وانقضى من قرن وأكثر، بينما البلد الآن، وليس في أثناء الحرب العالمية الأولى بفجر القرن المنصرم، على كفّ عفريت، أو على كفّ «حزب الله» وإيران وإسرائيل.
تذكرت القصة التي تحكي عن أن كهنة بيزنطة كانوا منهمكين بنقاش مسألة جنس الملائكة، هل هم ذكور أم إناث، بينما كان العدو يتسلق أسوار المدينة!
في التفاصيل: أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين في لبنان، أمس (الثلاثاء)، عن استدعاء السفير التركي لدى لبنان، هاكان تشاكل، لتبليغه احتجاجاً رسمياً على بيان الخارجية التركية، رداً على تصريحات الرئيس اللبناني ميشال عون ضد الدولة العثمانية! نعم، الدولة العثمانية التي انتهت من الوجود 1924 رسمياً، وماتت قبل ذلك بعقود أصلاً.
الرئيس عون كان قد وجه رسالة إلى اللبنانيين بمناسبة تدشين احتفاليات الذكرى المئوية لتأسيس لبنان، نشرت على حسابه بـ«تويتر»، ومما قاله فيها: «كل محاولات التحرر من النير العثماني كانت تقابل بالعنف والقتل وإذكاء الفتن الطائفية. إن إرهاب الدولة الذي مارسه العثمانيون على اللبنانيين، خصوصاً خلال الحرب العالمية الأولى، أودى بمئات آلاف الضحايا ما بين المجاعة والتجنيد والسخرة».
الخارجية التركية، بقيادة الوزير مولود جاويش أوغلو رجل السلطان إردوغان في الدبلوماسية، صدر عنها بيان قاسٍ، قالت فيه إنها: «تدين بأشد العبارات، وترفض كلياً، التصريحات المبنية على الأحكام المسبقة التي لا أساس لها عن الحقبة العثمانية، واتهامه للإمبراطورية العثمانية بممارسة إرهاب الدولة في لبنان».
كان لافتاً وكاشفاً تعبير بيان الخارجية التركية عن «اعتزاز الجمهورية التركية بكونها وريثة الإمبراطورية العثمانية». كما اعتبرت الخارجية التركية تصريحات عون عبارة عن «هذيان» و«تحريف للتاريخ» وخضوع للاستعمار.
كل المعركة، معركة الكلام طبعاً، بين جبران باسيل ومولود جاويش أوغلو «بلا طعمة»، لكنها تكشف عن خطورة السلطات التركية الحالية، المنقلبة على تراث «الجمهورية» التركية الكمالية، وانغماسها بأوهام المجد والتسلط العصمنلي. وهي، أي المعركة الكلامية - الدبلوماسية، تكشف عن هشاشة السلطة «الشرعية» اللبنانية، لأن الخطر الأكبر اليوم على لبنان ليس في تقليب ورق التاريخ، ولبنان الكبير، ومتصرفية لبنان، إلى غير ذلك من السرديات الكيانية اللبنانية الكلاسيكية، خصوصاً من معمل حكماء الكسليك، بل الخطر ماثل على لبنان الدولة نفسها اليوم، مع تسلق الأعداء على أسوار لبنان من خارج لبنان، ومن داخل لبنان أيضاً. تلك هي المسألة، وليست مسألة تحديد جنس الملائك!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدل لبناني «شبه بيزنطي» والدولة تترنح جدل لبناني «شبه بيزنطي» والدولة تترنح



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon