توقيت القاهرة المحلي 19:11:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صخب «المهرجانات» وشاكوش الأغنيات

  مصر اليوم -

صخب «المهرجانات» وشاكوش الأغنيات

بقلم: مشاري الذايدي

في مصر تمَّ الاصطلاح على وصفها بـ«أغاني المهرجانات» - لها نظيرات في المجتمعات العربية؛ بل كل مجتمعات العالم - وتعدّ لوناً من ألوان التمرد على «المدرسة» الموسيقية وتقاليد «المَغْنى» والفنّ... زد على ذلك أن المهن الفنية؛ من غناء وتمثيل... وغيرها، لها هيئات ونقابات وجمعيات تتولَّى أمر المجال، وأهل المجال.
طغت أغاني المهرجانات في مصر منذ سنوات قريبة، لشباب غير معروفين في الوسط الفني، بأسماء توحي بالانتماء للحارات والشوارع الخلفية، وبيئة الشباب الجامحة، مثل: أوكا. أورتيغا. شاكوش... إلخ.
على ذكر شاكوش، فقد أطلق أغنية: «بنت الجيران»، وصارت، بلغة السوشيال ميديا، «ترند» عالمياً، وهو الأمر الذي أثار جزع نقيب المهن الموسيقية، الفنان المعروف هاني شاكر، والذي أعلن تشديدَ النقابة الحصار على ممتهني أغاني المهرجانات.
الاعتراض على أغاني المهرجانات وصل إلى البرلمان المصري، وصار قضية رأي عام، وكل يوم في برامج الحوار المصرية وصفحات الصحف ومنصات «فيسبوك» و«تويتر»، نجد من يناصر «المهرجانات»، ومن يعارضها، ومن يقف بَيْن بَيْن.
قدر كبير من المبالغة في الأمر، من الطرفين؛ فمن يرى أن ثمة «مؤامرة» لتخريب الفن المصري والذوق الوطني والهوية القومية، يجنح في مذهب ويشتطّ في رأيه. كما أنَّ من يجعل أغاني المهرجانات، نوعاً من تمرد شعبي على السلطة، وتعبيراً عن ثورة الهامش الشعبي على المتن السلطوي... إلخ، وهذه الرطانات، كذلك تاهت به السبل وحاد عن جادة الطريق.
في كل عصر، يوجد فن علني محترم، وفن سري لا يحظى بالاحترام العام، حتى وإن انتشر وذاع بين المهاجمين أنفسهم، ولو في السرّ!
في مصر نفسها، وفي عز «الزمن الجميل» كانت هناك «طقاطيق» وأغانٍ تشيد بالحشيش والخلاعة وغير ذلك، ليس فقط من «العوالم»، بل حتى من بعض مشاهير وأهرامات الفن المصري، آنذاك، ومن يفتش فسيرى! أغنيات مثل: «بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة» التي غنتها منيرة المهدية. ولمنيرة المهدية أيضاً أغنية غاية في الجرأة والتهتك: «قمره يا أموره... يا محني ديل العصفورة». ومنذ زمن منيرة المهدية حتى زمن شاكوش، وهذا الخط مستمر بالتوازي مع خط روائع وخوالد الفن المصري العظيم من عبده الحامولي، إلى سيد درويش؛ إلى عبد الوهاب، لأم كلثوم، لعبد الحليم وفريد، لهاني شاكر.
ما يسري على مصر، يسري على غيرها، وإنْ بدرجة أقل، ولذلك يجب ألا تحمل الأمور فوق حملها. وثمرة القول: الناس تَفرز الجيد من الرديء، ولا منع إلا ما يمنعه القانون الواضح، كالتحريض على العنف أو الكراهية، وكل ما يجرمه القانون صراحة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صخب «المهرجانات» وشاكوش الأغنيات صخب «المهرجانات» وشاكوش الأغنيات



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon