توقيت القاهرة المحلي 11:23:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الولايات المتحدة وإسقاط النظام الإيرانى

  مصر اليوم -

الولايات المتحدة وإسقاط النظام الإيرانى

بقلم - هدى رءوف

حينما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووى المبرم مع إيران، سارت السياسة الإيرانية فى أكثر من اتجاه، فجانب تمثل فى التصعيد على المستوى الخطابى تجاه الولايات المتحدة، ومن جهة أخرى تحاول الضغط على شركائها الأوروبيين فى الاتفاق لإنقاذه، واتجاه آخر تمثل فى اللجوء للمحاكم الدولية، وكان حكم محكمة العدل الدولية لحث الولايات المتحدة على إزالة أى قيود مرتبطة بالسلع الإنسانية وسلامة الطيران المدنى. طهران كانت استندت فى لجوئها للمحكمة إلى اتهام الولايات المتحدة بانتهاك معاهدة الصداقة المبرمة عام 1955 معها زمن حكم الشاه. فردت الولايات المتحدة على الحكم بالانسحاب من المعاهدة.

لكن الموقف الأمريكى تحت إدارة ترامب، به أكثر المتناقضات، هو موقف مختلف تماماً عن مواقف الإدارة الأمريكية تجاهها منذ 1979، والتى تراوحت بين المواجهة أحيانا والاحتواء أحيانا، الأمر ذاته تكرر مع أوباما الذى استخدم نهج العصا والجزرة، لكن نهج ترامب والذى يتبع معه كل وسيلة للضغط على إيران وخنقها اقتصادياً، سواء بإلغاء معاهدة الصداقة مؤخرا أو إعادة فرض العقوبات والتباهى بمنع الشركات من استيراد النفط الإيرانى، فهى تبعث برسائل فى اتجاهات مناقضة تماما لما يعلنه ترامب من أن لديه استراتيجية موسعة للتعامل مع إيران. فالسلوك الأمريكى لا يعى أنه بذلك يقوى من صورة النظام الإيرانى أمام شعبه الذى يعانى اقتصاديا واجتماعيا. من جهة أخرى تعمق تصرفات ترامب تصور النظام الإيرانى بسعى الآخرين لإسقاطه، وبالتالى رفع درجة تحفزه واستباقه للتهديدات التى تواجهه، وسيضم ذلك داخل وعى شعبه ضمن حرب الثمانى سنوات والحصار وفرض العقوبات.

ولا أعتقد أن الشعب الإيرانى الذى شهد تداعيات الاحتجاجات والانتفاضات الشعبية فى دول المنطقة العربية لديه استعداد للرهان على تغيير النظام الإيرانى ومواجهة مستقبل مجهول. كما لا نرى أن أياً من سياسة ترامب تجاه إيران ستُسقط ذلك النظام، فهو نظام نجح على مدار أكثر من ثلاثين عاما من التعايش مع التهديدات والأزمات والحروب واستطاع أن يستفيد منها بل ويطور أسلحة محلية التصنيع. إن سياسة ترامب لا تستهدف سوى خلق استنفار فى المنطقة يبرر مزيدا من صفقات الأسلحة ودفع مقابل لمزيد من الاعتماد العسكرى على الولايات المتحدة، وهذا نتيجة طببيعية لآفة اعتماد منطقة الشرق الأوسط تاريخيا على القوى الخارجية.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الولايات المتحدة وإسقاط النظام الإيرانى الولايات المتحدة وإسقاط النظام الإيرانى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon