ذهبت كل المليارات التي دُفعت من جيب المواطن القطري لاسترضاء أوروبا هباء بعد أن قرر تميم استغلال الفجوة بين أوروبا وروسيا، وقرر زيارة روسيا واستجداء بوتين لإعلان عام للحوار الثقافي الروسي القطري، تقليداً للإمارات التي حققت عاماً مميزاً وفريداً من الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي.
أي حوار بين روسيا وقطر الصغيرة جدا؟ لنفتح الملفات الواحد تلو الآخر، بدءاً من ساحة سوريا التي بذخ فيها تنظيم الحمدين على الإرهاب وزرع المليشيات الإرهابية وتمويل داعش وطالبان والقاعدة لتفتيتها وتدميرها وتحويلها إلى أجزاء صغيرة لا تكاد ترى بالعين المجردة!
وفي المقابل، تعلم روسيا، كما يعلم العالم أجمع، أن تنظيم الحمدين وأردوغان فشلا فشلاً ذريعاً في زرع بذرة الإخوان الشيطانية في سوريا ومحاولة امتطاء الثورة السورية، ولم يتركا، ثنائي الشيطان، وسيلة واحدة، تمكنهم من السيطرة على سوريا لجعلها ممراً ومنفذاً للغاز القطري للمرور إلى أوروبا بديلاً عن الغاز الروسي!!
أي حوار ثقافي بين قطر وروسيا، بينما قطر الصغيرة جداً جداً، تفتقد التاريخ والحضارة والثقافة، وكل ما لديها ينحصر في ثقافة الإرهاب والإنقلابات وتتميز بثقافة التآمر وصناعة المكائد، وتتفرد بثقافة نشر الفتن التي أرساها عراب الإخوان، الشيطان الأكبر، يوسف القرضاوي، ويغذيها، الدجال الأكبر عزمي بشارة، صانع ثقافات قطر خلال عشرين عاماً؟!؟
أي حوار ثقافي بين روسيا وقطر بينما تبذل قطر كل ما لديها من أجل استجداء الأمريكان للإبقاء على قاعدة العديد الأميركية وشراء ذمة وزير الخارجية الأميركي السابق تيلرسون وذمم الصحافة الأميركية المرتزقة ليحافظ النظام القطري على كرسيه الهش الزائل من السقوط الأخير، وكأن الرئيس الروسي ليس لديه كل تلك الملفات القطرية السوداء.
أي حوار ثقافي روسي قطري بينما يذهب تميم إلى موسكو مستجدياً شراء أسلحة بمليارات الدولارات ليقدمها بصورة مباشرة إلى إيران الإرهابية والتي تستخدمها بدورها في الحرب على السعودية في اليمن وتمكن ميليشيا الحوثي الإرهابية منها لضرب قوات التحالف العربي التي تحالفت لمساعدة اليمن وإنقاذه من براثن الإرهاب الإيراني القطري؟!
أي حوار ثقافي روسي قطري بين دوستوفيسكي وتشيكوف وميخائيل شولوخوف مع جوقة المراهقين في الدوحة سواء عبد الله العذبة أم جابر الحرمي أم عبدالله الوذين وغيرهم من الذين لم يقرأوا كتاباً في حياتهم ؟؟
أي حوار ثقافي بين روسيا وقطر، بينما يعمل متحف قطر اليتيم الفارغ على شراء اللوحات المسروقة مثل لوحتي «لاعبي الكوتشينة» للرسام الفرنسي بول غوغان والتي اشترتها قطر بربع مليار دولار من جامع اللوحات رودولف ستايشلن، آملاً في بلوغ نقطة من بحر الإمارات وإنجازها العالمي لمتحف اللوفر بأبوظبي، وتحقيق حوار ثقافي إماراتي فرنسي من طراز رفيع.
أي حوار ثقافي قطري مع أي كان بينما قطر الصغيرة جداً جداً تنعزل قسراً عن محيطها ومنظومتها الخليجية وتتقزم لدرجة لا يمكن معها ملاحظتها بسبب أعمال تنظيم الحمدين الإرهابية، وتتحول، بين عشية وضحاها إلى وكر يعج بالإرهابيين والمرتزقة؟
بعد كل ذلك، هل تعتقد قطر أن بإمكانها شراء الثقافة كما اشترت تنظيم كأس العالم 2022 وشراء اللاعبين وتجنيسهم وكما حاولت شراء مئات الفعاليات والمناصب الدولية مثل محاولة شراء الأصوات لمرشح قطر لليونيسكو، حمد الكواري، كما أشارت تقارير فرنسية، وقالت مؤكدة «إن الدوحة حاولت اقتناص المنصب عبر شراء أصوات عدد من الدول».
ثقافة قطر تنحصر في مفهوم أن كل شيء يمكن شراؤه، لكن تنظيم الحمدين لا يعلم أن الثقافة والحوار الثقافي يجب أن يُبنى على تاريخ وحضارة وليس على أنقاض المؤامرات والمكائد والفتن.
نقلا عن البيان الاماراتيه
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع