توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ياغو» الإرهابي

  مصر اليوم -

«ياغو» الإرهابي

بقلم - نورا المطيري

في كل مرة أتابع فيها الأخبار أو مواقع التواصل الإجتماعي وتظهر أمامي صورة «حمد بن جاسم» يقفز إلى ذهني فوراً شخصية «ياغو» في مسرحية عطيل لشكسبير، الخائن المنافق حامل علم عطيل الذي كان يُظهر الطيبة والولاء ويبطن الحسد والحقد والضغينة، مدبّر المكائد وصانع الدسائس الشهير، ظهر على المسرح كشخصية وهمية ثم عاد ليظهر مرة أخرى في هذا الجزء من العالم، كشخصية حقيقية.

المكالمات الهاتفية المسرّبة والمنتشرة في كل مكان بين حمد بن جاسم ومعمر القذافي تتطابق بشكل كبير مع الحوارات التي يدلي بها «ياغو» لهدم أساسات بيت عطيل بزرع الشك والوسواس في رأسه وينتهي به المطاف بقتل زوجته المحبة والطاهرة، تلك الحوارات كأنها الحوارات ذاتها بين «ياغو بن جاسم» و «القذافي» حيث تصور حيل ياغو وخبثه بدقة متناهية وكأن بن جاسم قد تراءى لشكسبير في العام 1604 وهو يكتب صفات وحوارات هذه الشخصية المليئة بالسموم والخبث والضغينة.

الأسبوع الماضي تحدثنا عن الأيادي البيضاء النقية التي تدعو إلى مكافحة الإرهاب والتطرف، إنها يديّ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رعاه الله، ودعوته الصريحة لمساهمة الإعلام والإعلاميين الفعالة في هذه المسؤولية الجماعية المجتمعية، وبدأت شخصياً، مبادرة لتشريح مفهوم الإرهاب والتفاعل مع الجمهور لتوضيح كيفية محاربته ومحاصرته وبناء حاجز بين التنظيمات الإرهابية وبين الشباب، ولكن ذلك ترافق أيضاً مع احتجاجات سلمية نموذجية في الأردن، فظهر فجأة «ياغو بن جاسم»، وجوقة الفتنة في الدوحة، وأطل برأسه وتغريداته محاولاً تشويه وتسميم وتغيير مسار الإعتصام السلمي في الدوار الرابع وجعلها تبدو حرباً بين طرفين لا نهاية لها.

مهمتنا بمكافحة الإرهاب، وفي ظل وجود «رأس الأفعى القطرية» كما يصفه نادر العنزي في صحيفة عكاظ، وفي ظل وجود تنظيم الحمدين وزبانيته والإعلام القطري التائه في سراديب المؤامرات والتشويه، تبدو مهمة مضاعفة الأوجه، حيث يفتح هؤلاء أمامنا جبهات أخرى غير جبهة محاصرة التنظيمات الإرهابية في أوكارها وغير جبهات التوعية اللازمة والضرورية لشحن المجتمعات والشباب بالطاقة الإيجابية التي يحتاجونها للتقدم والتطور والإبتعاد عن الفكر المنحرف ومختطفي الأديان، حيث أصبح لدينا جبهة تعرية كل «ياغو» ومواجهة كل منصة تقوم على أساس منحرف متطرف حتى وأدها في عقر دارها.

بطبيعة الحال، فإن وجود أشخاص مثل ياغو بن جاسم وأحمد منصور وفيصل القاسم وعزمي بشارة والقرضاوي في مشاهد حياتنا لا يستدعي فقط الاكتفاء بمقاطعة تنظيم الحمدين والدوحة وتأديبها، بل يحتاج هذا الموقف،من وجهة نظري، إلى تدخل جراحي لاستئصال هذه المجموعة الإرهابية عن طريق محاكمتهم كمجرمي حرب، حتى لو تطلب ذلك إنشاء محكمة عاجلة لمكافحة الإرهاب تشارك بها الدول المتضررة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، كالسعودية والإمارات والأردن والبحرين ومصر وسوريا واليمن وفرنسا وغيرها.

المجتمع الدولي، والمجتمع العربي الذي يطالب بشدة بمكافحة الإرهاب ودوائر التطرف بكافة أشكالها سيقبل بلا شك بمحكمة دولية أو عربية تضع هؤلاء في قفص الإتهام، فقد أصبح من حق الدول المتضررة من الإرهاب السعي لتحقيق خطوات أكثر حزماً تجاه تلك الزمرة من التنظيمات والأفراد الذين عاثوا ويعيثون في منظومة مجتمعاتنا الفتنة والخراب.

بالنسبة لي ليس هناك أي فرق، بين ياغو وبين جاسم وبين عبدالملك الحوثي الإرهابي ولا أجد أية فروقات بين القرضاوي وخامئني وبين أحمد المنصور وحسن نصرالله وبين حمد آل ثاني والبغدادي، فكلهم يتشابهون في العقلية والفكر المنحرف والأهداف المتطرفة الإرهابية وكلهم يلتقون تحت راية الفتنة والخراب والإرهاب الذي ينبغي محاكمته والقضاء عليه دون هوادة.

نقلا عن البيان الاماراتية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ياغو» الإرهابي «ياغو» الإرهابي



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon