توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ياغو» الإرهابي

  مصر اليوم -

«ياغو» الإرهابي

بقلم - نورا المطيري

في كل مرة أتابع فيها الأخبار أو مواقع التواصل الإجتماعي وتظهر أمامي صورة «حمد بن جاسم» يقفز إلى ذهني فوراً شخصية «ياغو» في مسرحية عطيل لشكسبير، الخائن المنافق حامل علم عطيل الذي كان يُظهر الطيبة والولاء ويبطن الحسد والحقد والضغينة، مدبّر المكائد وصانع الدسائس الشهير، ظهر على المسرح كشخصية وهمية ثم عاد ليظهر مرة أخرى في هذا الجزء من العالم، كشخصية حقيقية.

المكالمات الهاتفية المسرّبة والمنتشرة في كل مكان بين حمد بن جاسم ومعمر القذافي تتطابق بشكل كبير مع الحوارات التي يدلي بها «ياغو» لهدم أساسات بيت عطيل بزرع الشك والوسواس في رأسه وينتهي به المطاف بقتل زوجته المحبة والطاهرة، تلك الحوارات كأنها الحوارات ذاتها بين «ياغو بن جاسم» و «القذافي» حيث تصور حيل ياغو وخبثه بدقة متناهية وكأن بن جاسم قد تراءى لشكسبير في العام 1604 وهو يكتب صفات وحوارات هذه الشخصية المليئة بالسموم والخبث والضغينة.

الأسبوع الماضي تحدثنا عن الأيادي البيضاء النقية التي تدعو إلى مكافحة الإرهاب والتطرف، إنها يديّ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رعاه الله، ودعوته الصريحة لمساهمة الإعلام والإعلاميين الفعالة في هذه المسؤولية الجماعية المجتمعية، وبدأت شخصياً، مبادرة لتشريح مفهوم الإرهاب والتفاعل مع الجمهور لتوضيح كيفية محاربته ومحاصرته وبناء حاجز بين التنظيمات الإرهابية وبين الشباب، ولكن ذلك ترافق أيضاً مع احتجاجات سلمية نموذجية في الأردن، فظهر فجأة «ياغو بن جاسم»، وجوقة الفتنة في الدوحة، وأطل برأسه وتغريداته محاولاً تشويه وتسميم وتغيير مسار الإعتصام السلمي في الدوار الرابع وجعلها تبدو حرباً بين طرفين لا نهاية لها.

مهمتنا بمكافحة الإرهاب، وفي ظل وجود «رأس الأفعى القطرية» كما يصفه نادر العنزي في صحيفة عكاظ، وفي ظل وجود تنظيم الحمدين وزبانيته والإعلام القطري التائه في سراديب المؤامرات والتشويه، تبدو مهمة مضاعفة الأوجه، حيث يفتح هؤلاء أمامنا جبهات أخرى غير جبهة محاصرة التنظيمات الإرهابية في أوكارها وغير جبهات التوعية اللازمة والضرورية لشحن المجتمعات والشباب بالطاقة الإيجابية التي يحتاجونها للتقدم والتطور والإبتعاد عن الفكر المنحرف ومختطفي الأديان، حيث أصبح لدينا جبهة تعرية كل «ياغو» ومواجهة كل منصة تقوم على أساس منحرف متطرف حتى وأدها في عقر دارها.

بطبيعة الحال، فإن وجود أشخاص مثل ياغو بن جاسم وأحمد منصور وفيصل القاسم وعزمي بشارة والقرضاوي في مشاهد حياتنا لا يستدعي فقط الاكتفاء بمقاطعة تنظيم الحمدين والدوحة وتأديبها، بل يحتاج هذا الموقف،من وجهة نظري، إلى تدخل جراحي لاستئصال هذه المجموعة الإرهابية عن طريق محاكمتهم كمجرمي حرب، حتى لو تطلب ذلك إنشاء محكمة عاجلة لمكافحة الإرهاب تشارك بها الدول المتضررة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، كالسعودية والإمارات والأردن والبحرين ومصر وسوريا واليمن وفرنسا وغيرها.

المجتمع الدولي، والمجتمع العربي الذي يطالب بشدة بمكافحة الإرهاب ودوائر التطرف بكافة أشكالها سيقبل بلا شك بمحكمة دولية أو عربية تضع هؤلاء في قفص الإتهام، فقد أصبح من حق الدول المتضررة من الإرهاب السعي لتحقيق خطوات أكثر حزماً تجاه تلك الزمرة من التنظيمات والأفراد الذين عاثوا ويعيثون في منظومة مجتمعاتنا الفتنة والخراب.

بالنسبة لي ليس هناك أي فرق، بين ياغو وبين جاسم وبين عبدالملك الحوثي الإرهابي ولا أجد أية فروقات بين القرضاوي وخامئني وبين أحمد المنصور وحسن نصرالله وبين حمد آل ثاني والبغدادي، فكلهم يتشابهون في العقلية والفكر المنحرف والأهداف المتطرفة الإرهابية وكلهم يلتقون تحت راية الفتنة والخراب والإرهاب الذي ينبغي محاكمته والقضاء عليه دون هوادة.

نقلا عن البيان الاماراتية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ياغو» الإرهابي «ياغو» الإرهابي



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon