بقلم - سامح عبدالله
من الواضح لأى متابع لتطورات الأوضاع فى الشرق الأوسط أن قوتين إقليميتين كبيرتين هما إيران وتركيا تتنافسان حاليا على توسيع دوائر نفوذهما على حساب دول المنطقة العربية الشرقية التى تضم الجزيرة العربية والهلال الخصيب (العراق وسوريا ولبنان).
ومن الواضح أيضا لكل مطلع على مبادئ الجغرافيا السياسية أن مثل هذه التطلعات تؤثر سلبيا على استقرار وسيادة تلك الدول وتؤثر على مصالحها ومصالح دول أخرى من بينها مصر التى يرتبط أمنها القومى ارتباطا وثيقا بما يحدث فى المناطق سالفة الذكر.
ولا يخفى على أحد أن السبيل الوحيد لمواجهة تلك المخططات هو إيجاد توازن قوى على الجانب العربى قادر على وأد التحركات الإيرانية التركية فى مهدها ومنع انتشارها وصولا لمستويات يصعب التصدى لها لاحقا.
ومثل هذا التوازن لا يمكن تحقيقه فى مواجهة دول بحجم وقدرات إيران وتركيا إلا بدور مصرى فعال ورئيسى وتعاون استراتيجى وثيق وفعال بين دول الخليج العربى ومصر يشمل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والتنسيق الأمني.
المشكلة هى أن هناك من يظن لاعتبارات لا علاقة لها بطبيعة المخاطر الحالية وحجمها، أن التصدى للمطامع الإيرانية والتركية ممكن بوسائل أخرى من بينها الاعتماد على قوى دولية من خارج المنطقة، أو على القدرات الذاتية وحدها... وهذا غير ممكن بعيدا عن مصر.
أعتقد أن الفكرة التى طرحتها مصر منذ سنوات لإنشاء قوة عربية عسكرية موحدة، وتم تأجيلها لأسباب غير منطقية، أصبحت الآن ضرورة ملحة تفرضها التحديات الجسام التى تواجه المنطقة العربية.
نقلا عن الاهرام القاهريه