بقلم - ريهام نعمان
لا يتطلب الأمر التدقيق كثيراً فى سياسة النيويورك تايمز التحريرية للخروج بمعطى مضاف لمعطيات سابقة على اتساع رقعة الاستراتيجية الصهيو أمريكية المهيمنة على منابر إعلامية عربية وغربية (فـ) العقل الذى أنشأ الجزيرة القطرية مستهدفاً بها مصر وفى قلبها القوات المسلحة هو ذاته مستخدم النيويورك تايمز كمنصة إطلاق قذائف بين الحين والآخر.
منذ انطلاق الجزيرة عام 1996 وحتى الآن بالكاد لا يمر يوم دون أن تخصص الشبكة مساحة ليست بقليلة تستهدف بها الجيش.
ومنذ ديسمبر الماضى ومكائد النيويورك تايمز تحديداً ضد القوات المسلحة كاشفة لدورها فى خدمة المصالح الصهيو أمريكية. بدأ الأمر حين نشرت الصحيفة تقريراً «لأندرو ميلر» المدير السابق المختص بملف مصر فى مجلس الأمن القومى الأمريكى والمحلل السابق للشئون المصرية فى الخارجية الأمريكية، وصف فيه مصر بالحليف المزعج (أى الذى بات خارج السيطرة)، ودعا إدارته إلى التوقف عن وصف العلاقات المصرية الأمريكية بالشراكة الاستراتيجية، محرضاً بقوة على ممارسة ابتزاز الدولة المصرية عبر تخفيض المساعدات الأمريكية، التى بالفعل شهدت اقتطاعات متوالية مصحوبة بذرائع واهية.. فى تحليل أسباب الدفع نحو حتمية إعادة صياغة العلاقات مع مصر، أكد ميلر أن أبرزها هو رفض مصر إشراك إسرائيل فى الحرب على الإرهاب فى سيناء، كذلك رفضها المثول للضغوط الأمريكية لتدريب قوات مصرية على مواجهة الإرهاب.
عقب نشر هذا التقرير قامت الصحيفة بصياغة المكيدة المختلقة للتسريبات الصوتية، والتى لم تخلُ من رسائل تهديد مباشرة وغير مباشرة، كما كان الدفع بأن «ضابط الاتصال» ينتمى لجهاز المخابرات الحربية لا يستهدف إلا القوات المسلحة عبر إلصاق الأمر بجهاز يتبعها. ولأن جعبة النيويورك تايمز لا تخلو من التزوير والبهتان، قامت أمس الأول بنشر تقرير تدعى فيه وجود تنسيق مصرى - إسرائيلى على المستوى العسكرى، سمحت مصر من خلاله لسلاح الجو الإسرائيلى بتوجيه ضربات لمعسكرات إرهابيين فى سيناء (الصحفية سمّت الإرهابيين بالجهاديين).
وبالرجوع لمصادر تلك المعلومات عبر التقرير تجد أنها جميعاً مجهلة رفضت الكشف عن هويتها. دون وجود صورة واحدة للطيران الإسرائيلى الذى مر ووجه ضرباته ثم عاد!! مع متابعة قراءة التقرير يتضح جلياً كيف تخدم النيويورك تايمز المصالح الإسرائيلية بحديثها عن اتفاق مصر وإسرائيل على العدو المشترك المتمثل فى داعش وإيران..
وهنا أسأل: هل حقاً داعش مثلت فى أى فصل من فصولها تهديداً لإسرائيل بل متى هوجمت إسرائيل من جماعات إرهابية طوال 7 سنوات ضربت فيها الفوضى المنطقة؟ أما الحديث عن إيران فلم تعلن مصر تصنيفاً عدائياً لها حتى تتوافق الروئ المصرية الإسرائيلية، على حد زعم النيويورك تايمز.
منذ العام 2011 وحتى الآن بات واضحاً أن السياسة الصهيو أمريكية تهدف إلى إخراج الجيش المصرى من معادلة الأمن القومى، التى هو جزء أصيل فيها، لا من معادلة السياسة كما هو الادعاء.
نقلا عن الوطن القاهريه