توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وللقصة بقية

  مصر اليوم -

وللقصة بقية

بقلم - خديجة حمودة

تبدأ قصصنا الجميلة وتنمو وتتحول فى بعض مراحلها إلى حلم رومانسى وصور ملونة وورود وشموع ورسائل مبهجة لتتغير أحياناً وتتبدل لألوان داكنة وصور مهزوزة وأشباح وكوابيس، وسرعان ما نبذل الجهود والمحاولات ونبحث عن الوسطاء والأصدقاء ليقيموا لنا جلسات التقارب والتصافى وإعادة الحنين وليذكرونا بأول لقاء وبأن القصة بدأت (بكلمة ونظرة عين)كما غنت أم كلثوم، وتوالت فصولها وأجزاؤها كما رسم وتصور الشعراء الذين ذابوا عشقاً وحنيناً. وفى إحدى المراحل والفصول السعيدة نغنى معاً: (هذه الدنيا كتاب أنت فيها الفكر)، ونؤكد للآخر أن الصباح يبدأ به والليل ينتهى بصورته، لنفتح عيوننا على الحقيقة فيكون صباح التشابه والانسجام والحب المرسوم على الملامح، الذى يمنحنا سمات مشتركة وعيوناً مندهشة وشفاهاً مبتسمة ووجنات بلون أوراق الورد وأنفاساً معطرة بروائح العنبر والمسك وأيادى ناعمة الملمس رقيقة اللمسات تدهشنا حتى نتساءل: هل تتشابه البصمات على أجسادنا وتسجل مشاعرنا وفرحتنا؟

ونعيش جميعنا قصصنا الجميلة بين الصفحات اليومية ونجد أنها تتحدث عنا ونترجم عناوينها بأحداث سعيدة عشناها وذكريات باليوم والتاريخ والتوقيت بالساعة والدقيقة واللحظات الضائعة التى نجمعها فى عملية حسابية معقدة لنطالب بها كلما هاجمنا الحنين ونفد وقت اللقاء، وتعلو ضحكاتنا وتتحول إلى ضوضاء تصل إلى السماء ويكتشفها رواد الفضاء داخل مركباتهم وتسجلها أجهزتهم الدقيقة فيسألون محطاتهم الأرضية عن أصحاب هذه الإشارات التى تقلق وتثير معداتهم وتخترق القشرة الأرضية، ونتوارى خجلاً عندما نخضع لأجهزة الأشعة الملونة فيرى الفنيون المتخصصون صورة الحبيب جالساً بكل أريحية وهدوء محتلاً القلب وما يضمه، ويزداد الخجل عندما تظهر نتائج عينة الدم لتحديد الفصيلة، فيكتشف الأطباء أنها نادرة وجديدة وخليط من فصيلتين متشابكتين بينهما اتحاد كيميائى يحدث لأول مرة، فيسجل فى موسوعة جينيس ويعرض فى الندوات الطبية ليتبنى أحد العمالقة فى عالم الطب دراسته والبحث عن مصدره ويوصى بأن يعرض على الجامعات العالمية المتخصصة. وفى بعض الصفحات تواجهنا مباريات التحدى والبحث عن النتائج والمنافسة والرغبة الشديدة فى الاستحواذ والغيرة فيصل المنتصر منا إلى أعلى درجات النشوة القاسية العنيفة ويعانى الآخر من هزيمة المحبين وما أقساها عندما يتمنى أن يزول العالم من حوله بما يحويه من بشر وأصدقاء وأماكن وذكريات وأوراق وصور ليتحول إلى خزانة حديدية تغلق عليه وعلى الحكاية حتى لا يعرف أحد أنه هزم وفقد وسرقت منه فرحته وليله وصباحه وصور الحبيب الذى يطربه سماعه ونداؤه ودلاله وهمساته.

فهو يخفى عن الجميع أن هناك من اتخذ القرار منفرداً ونوى الرحيل وذهب وقسا وآلمه بالنظرات والكلمات وأغلق العيون تماماً مباشرة هرباً من لقاء يعيد له الحنين أو نظرة عتاب تهمس للقلب، واكتشف أنه لم يكن فكر الكتاب بل هو الصفحة قبل الأخيرة، بلا أهمية أو مضمون وقد ينساها الناشر وصاحب الإيداع بعد الطبع فيمزقها ويلقى بها فى سلة المهملات غير نادم أو قلق من أن يسأل عليها أحد.

ورغم كل هذه الاعترافات، فإن من المؤكد أن للقصة بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وللقصة بقية وللقصة بقية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon