توقيت القاهرة المحلي 23:03:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صانع العشق والجمال

  مصر اليوم -

صانع العشق والجمال

بقلم - خديجة حمودة

وتظل أسطورة بجماليون للكاتب العالمى (برنارد شو) مهما مرت السنين هى رمز العشق والغرام والجمال، وهى الأسطورة اليونانية التى تتحدث عن ملك قبرصى ونحات ماهر صنع تمثالاً لامرأة بارعة الحسن والجمال، فهام بها فابتهل لآلهة الحب (أفروديت) أن تهبه امرأة فى جمال هذا التمثال ليتزوجها، فاستجابت لابتهالاته ورأت أن تقدم له هدية أفضل مما طلب، وذلك بأن تبث الروح فى تمثاله وتبعث فيه الحياة، وهكذا تزوج الملك النحات من محبوبته وسماها (جالاتيا) إلا أن الحياة بينهما اختلفت عن عشقه لمثال الجمال الذى صنعه، وانتهت بأن طلب من (أفروديت) أن تخلصه منها، فأعادوها تمثالاً مرة أخرى، فما كان منه إلا أن حطمه، ولكن عشاق الرومانسية فى العالم وعلى مر الزمان وفى كل دول العالم لا ترضيهم النهايات المأساوية للعشاق، فكان أن خرجت للحياة الأدبية والفنية فى مختلف الأدبيات شرقاً وغرباً عدة روايات ومسرحيات بنهايات مختلفة عن تلك الأسطورة، لعل أجملها وأرقاها فى نظرى تلك التى تقول إن بجماليون تزوج من (جالاتيا) وأنجب منها ولداً هو (بافوس) مؤسس مدينة (بافوس) التى تحمل اسمه، وهى مدينة الحب الشهيرة بجزيرة كريت، ويبدو أن الحب هو السفير الوحيد فى جميع دول العالم وعلى مر العصور الذى لا ترفض أى دولة اعتماده لديها، ليمثل دولته الأصلية التى ولد فيها ويحمل جنسيتها، لذلك يجوب العالم فى حرية كاملة، موجهاً أسهمه للقلوب.

وبعيداً عن تفاصيل أسطورة بجماليون أقول لكم إن للعشق والجمال صناعاً يعيشون داخلنا جميعاً دون استثناء، وإننا بأيدينا وكلماتنا ومشاعرنا ولمساتنا نخرجه للحياة، إلا أن هذا الذى يسكن القلب (الحبيب) ويتحول إلى محل إقامة دائمة له يسجله فى أوراق دفاتر الأحوال المدنية وجواز سفره كثيراً ما يفعل كما حدث فى أسطورة الكاتب الألمانى ويحطم محل إقامته وإيوائه، يحطم غرفة العناية الفائقة الدافئة المزودة بكل الأجهزة التى تعينه على الحياة، والتى تمنحه الهواء والماء اللازمين للحياة، يحطم كل شىء بحثاً عن إشكالية الحب والانفراد بالحبيب والسيطرة عليه كملكية خاصة، وهنا تكون النهاية التى وصل لها برنارد شو وتوفيق الحكيم وغيرهما من الأدباء والشعراء، عندما ناقشوا قضية صانع العشق والجمال كل بطريقته وأسلوبه وفلسفته الخاصة، والطريف أن هناك كثيرين أمثال بجماليون يطلق عليهم صانعو الجمال، بالرغم من أن بينهم اختلافات جوهرية فى الزمن والمكان والتكوين والهدف والأسماء، فمنهم على سبيل المثال أدباء وشعراء وفنانون وأطباء وعقاقير، ويكفى أن أقول لكم إن الأطباء يطلقون على فيتامين (ب) اسم صانع الجمال، لأنه المسئول عن ترميم الخلايا والشباب الدائم وتقوية الذاكرة، ولذلك وجدت أنه لزاماً علىّ أن أحدثكم عن تاريخ العشق والجمال، وعن كيفية الحفاظ على ما نصنعه بأيدينا بعيداً عن قسوة الدمار، حتى لا يعانى أى منكم من ألم الفقد والحرمان والحنين لمن لا يعود، فلا بد أن نتعلم أحبائى من أدبائنا وشعرائنا ومبدعينا هذا الفن، فقد تأثر كاتبنا الكبير توفيق الحكيم بأسطورة بجماليون، وتذكروا أن من أجمل ما قيل عن تلك المشاعر الراقية ما كتبه نزار قبانى محدثاً محبوبته (أنت حلم من الأحلام لا يحكى ولا يفسر، فأنت أحلى خرافة فى حياتى) احتفظوا بأحلامكم وخرافاتكم وادعوا الله ألا تفقدوا أحبتكم أبداً.

عن الوطن القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صانع العشق والجمال صانع العشق والجمال



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon