توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا لو حدث!

  مصر اليوم -

ماذا لو حدث

بقلم : محمد الرميحي

من تاريخ طويل للتوقعات حول نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، الجزم بمن سيكون الرئيس المقبل في البيت الأبيض مغامرة غير مضمونة النتائج، بقيت خمسة أشهر تقريباً على موعد الانتخابات، أسميها الخمسة الساخنة في الشرق الأوسط، وهي الأشهر بين اليوم ونوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

استطلاعات الرأي المتعاقبة تنبئ بتقارب كبير بين المرشحين، جو بايدن الرئيس الحالي، ودونالد ترمب الرئيس السابق، والعالم يرى يومياً ذلك الصراع بين الحزبين، وقد وصل إلى آفاق، ربما غير مسبوقة، في النكاية السياسية من جهة، وتقديم الوعود من جهة ثانية.

هناك شقان فيما نشاهد؛ الأول، القضايا الداخلية التي يهتم بها الناخب الأميركي، وهي متنوعة ومتشابكة، على رأسها الاقتصاد، والشق الثاني السياسة الخارجية، وفيها تباين واضح بين المتسابقين.

قد تكون السياسة الخارجية ذات أهمية ثانوية للناخب الأميركي، ولكنها الأكثر أهمية للعالم الخارجي، خصوصاً لنا في منطقة الشرق الأوسط.

لو افترضنا جدلاً أنْ فاز دونالد ترمب بالرئاسة، ففي الغالب سوف يقلب المسيرة الخارجية الأميركية في السنوات الأربع الماضية رأساً على عقب.

في أمر أوكرانيا، هو أكثر صراحة في الحملة الانتخابية، سوف يقوم بحل القضية مباشرة مع (صديقه) فلاديمير بوتن، كما صرّح، وقد يقدم الأخير بعض التنازلات لصديقه القديم، في شكل وقف الحرب، والاكتفاء ببعض مناطق أوكرانيا، وهذه ستكون أخباراً طيبة للمجتمع الاقتصادي الأميركي، ربما تغضب بعض الأوروبيين، ولكن عند وصول ترمب إلى الرئاسة سيكون كثير من الأوروبيين في السلطة من اليمين، الذين أرهقت اقتصادهم تلك الحرب، ولذلك سوف تكون الخطوة مرحباً بها. أحد الأدلة على ذلك المسار الأوروبي ما صرح به نايجل فاراج، زعيم «حزب الإصلاح البريطاني»؛ حيث قال إن حرب أوكرانيا كانت بسبب ابتزاز حلف الأطلسي لروسيا! وهذا التفكير قريب من اليمين الأوروبي الصاعد.

في الشرق الأوسط، وهو المهم، علينا تذكُّر أن ترمب مناصر لإسرائيل، هو الذي اعترف بالقدس عاصمةً لها، وأيضاً بالجولان بوصفها جزءاً منها، ونقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس من بين عدد من الأعمال.

على جانب آخر، هو الذي أمر بقتل قاسم سليماني في بغداد، الذي تقول الدعاية الإيرانية إن عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر (تشرين الأول) هي ردّ على مقتل سليماني، أو ردّ على سياسة ترمب، كما أنه الذي أخرج الولايات المتحدة في عام 2018 من الاتفاق النووي (خمسة زائد واحد)، والذي وقّعته الإدارة الديمقراطية في عهد باراك أوباما في يوليو (تموز) 2015.

انتخاب ترمب بعد شهور، إن حدث، أخبار سارة جداً للحكومة اليمينية الإسرائيلية، التي سوف تتدفق عليها المساعدات العسكرية والمالية والمساندة السياسية.

بعد نوفمبر 2024، سوف يرى ترمب مشهداً متغيراً في الشرق الأوسط عما تركه؛ تصاعداً في تخصيب اليورانيوم في إيران، واضطراباً في الملاحة في جنوب البحر الأحمر، ومعركة شرسة في غزة، وربما أيضاً في جنوب لبنان، كله يشي بالتمدد الإيراني.

ومع تبريد الجبهة في أوكرانيا، وعودة تدفق المواد الخام، خصوصاً النفط والغاز الروسي إلى شرايين الاقتصاد الأوروبي، لن تعود لروسيا الاتحادية مصلحة في مناكفة أميركا الترمبية، وبالتالي لن تكون قريبة من إيران، أو قوى الممانعة في الشرق الأوسط أو حتى في أفريقيا، فتسهل أمر سياسات ترمب في كل من الشرق الأوسط وأيضاً أفريقيا.

يعضد تلك السياسات رأي عام أميركي مناصر لإسرائيل تاريخياً، ورافض أيضاً لخوض الحروب، وعلينا أن نتذكر أن خروج الولايات المتحدة من أفغانستان هو أيضاً سياسة ترمبية، وكانت إرضاءً لمجموعات داخلية رافضة لاستمرار الحرب.

على صعيد عالمي، ربما أيضاً تُنسف الكثير من سياسات الحفاظ على البيئة، ويطلق سقف البحث عن النفط في البحار، ما يجعل سعر الطاقة يتراجع بسبب الوفرة، وتعود الطاقة الروسية للأسواق.

من هنا، فإن الأشهر الخمسة المقبلة حاسمة في الشرق الأوسط، أي أن القوى الإقليمية، تحوطاً للتغيير، سوف تحاول أن توسع نفوذها، وما الإعلان عن عملية مشتركة بين الحوثي والمقاومة العراقية في البحر الأحمر، وتسخين جبهة جنوب لبنان، وتطور النووي الإيراني، كلها رسائل استباقية قبل نوفمبر المقبل.

إنها شهور خمسة ساخنة!

آخر الكلام: من لا يفكر في غده، يخسر حاضره!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا لو حدث ماذا لو حدث



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon