توقيت القاهرة المحلي 22:37:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

  مصر اليوم -

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري

بقلم : محمد الرميحي

لقد عانى الإقليم منذ عقود من الأزمات السياسية؛ وتسيّدت قوى ما دون الدولة على الدولة، واستغلّت قضية فلسطين استغلالاً سلبياً لتمرير هذا التغوُّل على الدولة، الذي أدّى إلى اضطراب هائل ببنية الدولة، وفي العلاقات العربية خاصة، وفي خطط التنمية التي تتوق إليها المجتمعات العربية.

انتشر السوريون في كل مكان في الجوار، المعروف أنهم في تركيا ولبنان؛ حيث بقي كثير منهم كمجموعات على الحدود أو قريباً منها، أما الدول العربية فقد احتضنت السوريين في نسيجها الاجتماعي، في مصر والسعودية ودول الخليج والمغرب، في هذه الدول وجدوا الملاذ الآمن، والعيش الشريف.

وعلى الرغم مما تكشّف من طغيان للنظام السوري السابق ضد مواطنيه، الذي كان بعضه معروفاً للعالم، مثل استخدام الكيماوي، وأيضاً البراميل المتفجرة، فإن ما تبيّن لاحقاً، وقد شهده العالم على قناتي «العربية» و«الحدث» أكثر من مرة، هو الكم الهائل من أنواع المخدرات التي كانت تُصنع وتُجهز في عقر معسكر الفرقة الرابعة، وتُصدر إلى الخارج والجوار، الفرقة التي كان يقودها ماهر الأسد. هذا الكم من المخدرات، وأساسها الكبتاغون والحشيش، كان المصدر الأساسي لتمويل كل الأذرع، فيما عرف بـ«المقاومة». أهمية هذا الاكتشاف تعني عكس ما كان سائداً للكثرة في السابق، والقائل: «إن إيران صرفت البلايين من أجل تقويم أذرعها في المنطقة على حساب شعبها!». واضح مما ظهر من كم هائل من المخدرات وتجارتها، أنها لم تصرف على كل تلك المجموعات، التي روّج لها حسن نصر الله في خطاب مشهور في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 2017؛ حيث قال: «إن سلاح (حزب الله) ومعاشاته وشربه يأتي من الجمهورية الإسلامية»، وقد رُدد ذلك الخطاب، حتى غدا ما جاء فيه كلاماً نهائياً غير قابل للتساؤل.

تبيّن الآن أن معظم التمويل جاء من صناعة وتجارة المخدرات، التي تدر بلايين الدولارات، وتُصرف على تلك المكونات التي خرّبت الأوطان، ونشرت الكراهية في صفوف المواطنين، وفي النهاية كما يرى الجميع لم تُحرر شبراً واحداً من فلسطين، بل ساعدت في قتل الفلسطينيين في بعض مخيماتهم. اكتشاف هذه الخدعة له أهمية في هذا الظرف، ليعرف الجمهور إن كان هناك مشروع آخذ في التوسع لا غير.

على مقلب آخر، فإن ما اكتشف جراء سقوط النظام، أن جيلاً سوريّاً قد نشأ في الشتات، بل إن عدداً من السوريين قد وجدوا لهم ملجأ آمناً في مناطق نزوحهم الخارجية، وبنوا على أثره حياتهم العملية والثقافية، ومن بقي في الداخل أصابه «سندروم» (الخوف الشديد)، فقد كانت الحيطان في (سوريا الأسد التي سمّاها سوريا المفيدة) لها آذان، وشجع الناس على أن يصبح الابن واشياً على أبيه، لا لأنه يريد ذلك، بل لأنه مجبر؛ وتحت التهديد في نظام ظلامي وفاسد، وأصبحت الوشاية صناعة منظمة.

هنا سوف نجد في سوريا الجديدة شعبين؛ الخائف، والآخر الراجي، الذي يريد التغيير بالسرعة القصوى، على الأقل ليرى شيئاً قريباً مما تعوّد عليه في بلاد الشتات. تقريب النصفين إلى بعضهما يحتاج أولاً إلى فهم الدافع النفسي لما سوف يطرح من مطالب، وثانياً إلى وعي بهذا الانقسام المفروض بسبب الظروف. تجاوز ذاك الشق، أو اعتبار أنه غير موجود، سوف يعرض قيام دولة مدنية على أسس قانونية إلى مخاطر.

على الرغم مما عاناه الشعب السوري بمكوناته المختلفة، وهي كانت معاناة هائلة، فإن ما ينتظره لبناء دولة حديثة، هو الأكثر صعوبة، ربما الفرق بين تجربة العراق وسوريا، أن الأخيرة قد مدّ لها العرب أيديهم في وقت قياسي، فقد قام مجلس التعاون بزيارة قادها وزير خارجية الكويت -رئيسة الدورة الحالية- مع الأمين العام للمجلس، من أجل إيصال رسالة واضحة للنظام الجديد، ثم تبعتها أول زيارة خارجية لوزير الخارجية السوري في النظام الجديد إلى المملكة العربية السعودية، والأخيرة هي عمود الخيمة العربية، ونشاطها الضخم في السنوات الأخيرة على الساحتين العربية والدولية، يمكن أن يكون رافعة ومساعدة لتجاوز العقبات المتوقعة بتعاون صادق من النظام الجديد.

آخر الكلام: يُعرض الحوثي في اليمن الدولة والشعب اليمني لمخاطر، ويعيد تجربة فشلت، فكل جهده لن يقود إلا إلى إفقار الشعب اليمني، وتحطيم ما تبقَّى من بنيته التحتية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري



GMT 15:32 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

سوريا.. التاريخ والسياسة

GMT 15:30 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الفائزون فى 3 مباريات

GMT 09:30 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ويْكَأن مجلس النواب لم يتغير قط!

GMT 08:32 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الثلج بمعنى الدفء

GMT 08:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

فرنسا وسوريا... السذاجة والحذاقة

GMT 08:27 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

التكنوقراطي أحمد الشرع

GMT 08:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

جدل الأولويات السورية ودروس الانتقال السياسي

GMT 08:23 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ليبيا: لا نهاية للنفق

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 13:18 2018 السبت ,28 إبريل / نيسان

نداء إلى وزير التعليم قبل وقوع الكارثة

GMT 11:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زيادة القدرة الإنتاجية لمحطة طاقة رياح إلى 650 ميغاوات في مصر

GMT 04:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

سيارة كهربائية خارقة جديدة من دودج بمدى سير يتجاوز 500 كم

GMT 23:58 2024 الإثنين ,29 تموز / يوليو

كولر يعادل إنجاز مانويل جوزيه مع الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon