توقيت القاهرة المحلي 08:26:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

  مصر اليوم -

مع ترمب هل العالم أكثر استقراراً

بقلم : محمد الرميحي

الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد فاز بهامش كبير من الأصوات، وبالتالي تلك هي رغبة الشعب الأميركي، وربما ذلك الأمر يحتاج إلى نقاش أكثر.

تقول لنا الإحصاءات التي تمت بعد الانتخابات إنه لو غيّر مائة وثلاثون ألف شخص رأيهم وهم ذاهبون إلى صناديق الانتخاب، لتغيرت النتيجة لصالح كامالا هاريس (الديمقراطيين)، ولكن بسبب تعقّد النظام الانتخابي، الذي صمّمه الآباء المؤسسون في بلاد شاسعة، وكانت النتائج تأخذ شهوراً للانتهاء النهائي منها، ابتكروا ما يعرف بـ(الرابح يأخذ الكل) the winer take all وهي فكرة قادمة من تاريخ الصراع في الغرب الأميركي، لذلك فإن ترمب فاز بما يعرف بالمجمع الانتخابي، الذي لو حصل أنه حاز على خمسة أو عشرة أصوات في الولاية الواحدة، فإنه يحصل على كل أصوات المجمع الانتخابي (عدا ولايتين من الولايات الخمسين) قررتا تقسيم أصوات المجمع الانتخابي حسب عدد أصوات المقترعين في الولاية، ولكن ذلك القانون لم يطبق في بقية الولايات، تلك فكرة تم تداولها في الإعلام الغربي.

قصد الحديث أن الانشطار العمودي في الولايات المتحدة بين المكونات السياسية ما زال كما هو، وسوف يُنتج صراعاً عميقاً بعد شهر العسل الذي سوف تتمتع به الإدارة الحالية.

المتابع لوسائل الإعلام الأميركية يمكن أن يلحظ أن هناك عدم رضا واسعاً عن وصول ترمب، وازداد عدم الرضا ذاك بعد معرفة أسماء الفريق الذي اختاره الرئيس المنتخب، فبعضهم متعصب إلى حد الاتهام من معارضيه أنه (معادٍ للديمقراطية)، وهو حديث - كما يرى القارئ - مبكر في بداية الصراع المحتمل، وبمجرد أن تتسلّم الإدارة الجديدة بعد شهرين من اليوم تقريباً، سوف نرى مساحة عدم الرضا تزداد، ذلك أمر يقرره الأميركيون فيما بينهم.

انقسام أميركا الداخلي أخبار غير طيبة للعالم؛ لأنه بالضرورة سوف ينعكس على سياستها الخارجية، وهذا ما يهمنا ويهم العالم، فالمتوقع ألا تسير الإدارة المقبلة على أساس النظر إلى المشكلات من منظور موضوعي، بل سيكون منظارها هو ما فعله الديمقراطيون، يجب أن نفعل عكسه، وذلك يضع العالم في مرحلة المنطقة الصفراء من الخطر.

في المرحلة الأولى من حكمه استعان السيد ترمب بعدد من رجال الأعمال، وكثير منهم قد يكون نجح في عمله، إلا أن السياسة لها أدوات مختلفة، لذلك قام بتغييرهم بعد فترة على طريقة التجربة والخطأ، وقد عاد من جديد للاستعانة ببعض رجال الأعمال من أصدقائه، وقد يكون ذلك مناسباً لشخصيته، ولكن كثيراً من المعلقين الأميركيين يشككون في قدرتهم على قيادة بلاد ضخمة ذات مصالح واسعة في العالم؛ أي ليس على طريق الربح والخسارة، بل إن بعض النقد بدا يُظهر أن بعض من اختار قد يقع في مكان (تضارب المصالح)، فهو رجل أعمال لديه إمبراطورية، جزء من عمالها مع الحكومة المركزية.

المرحلة المقبلة في سياسات الإدارة الجديدة مغلقة لكثيرين، وخاصة على الصعيد الخارجي، وخاصة بعد أن بدأت وسائل الإعلام تعيد تصريحات بعض من تم اختيارهم للإدارة العليا، وهي تحمل التطرف الواضح ضد الآخر، وقد يرى البعض أن تلك التصريحات لا تلزم من يصل إلى العمل العام، وهذا صحيح، إلا أن البعض يرى أن القناعات، وخاصة السياسية، قليلاً ما تتغير بشكل جذري.

في الشرق الأوسط الأمر أكثر حيرة؛ لأنه دون خطط واضحة لإنصاف الفلسطينيين سوف تبقى القضية بؤرة لتراكم الغضب والإحباط، بعد أن شاهد العالم أمام عينيه كمّاً من الغضب والتشريد في غزة، يضاهي الإبادة الجماعية والقتل بالتجويع، مما يثير أي إنسان.

قمة الرياض الأخيرة هي المعول عليها، خاصة بعد النشاط السياسي والدبلوماسي الذي بذلته المملكة العربية السعودية في السعي لتحالف دولي من أجل إقامة دولة فلسطينية بجانب الدولة الإسرائيلية، ويبدو أن تلك الفكرة تلقى قبولاً لدى أوساط الإدارة الجديدة، فموقف المملكة هو حجر الزاوية في الدفع بالفكرة المركزية إلى الساحة الدولية، والقائمة على بديهية أصبحت راسخة لدى القيادة السعودية. دون حل منصف للفلسطينيين سوف يبقى الشرق الأوسط على بركان من الاضطراب.

آخر الكلام: مع كل الإعلام المضاد إلا أن الموقف السياسي السعودي في حشد الدول المحبة للسلام بمتابعة الحل الأكثر عقلانية هو الذي يمكن أن يُسكت الـمَدافع، ويحلّ التنمية المستحقة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مع ترمب هل العالم أكثر استقراراً مع ترمب هل العالم أكثر استقراراً



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon