بقلم: د. أسامة الغزالى حرب
تجرى اليوم، الثلاثاء 5 نوفمبر، الانتخابات الرئاسية الأمريكية رقم ستين (منذ إجراء أول انتخابات رئاسية منذ 235 عاما وتصدرها جورج واشنطن وجون آدامز!). ولا شك فى أن العالم كله يترقب نتيجة تلك الانتخابات باهتمام بالغ، فالولايات المتحدة هى الدولة الأكبر فى العالم: اقتصاديا وعسكريا، والأكثر تقدما تكنولوجيا وعلميا، والأوفر نفوذا سياسيا..، وبالتالى فإن هوية وتوجهات ساكن البيت الأبيض، لابد أن يكون لها تأثيرها على السياسة الدولية كلها. وعلاوة على ذلك، فإن المعارك السياسية فى الولايات المتحدة - وفى مقدمتها المعركة الرئاسية – غالبا ما تتم على نحو علنى مثير، يجتهد فيها كل طرف فى تعقب وفضح عيوب ونقائص خصمه، على نحو قاس لا يرحم، بحيث تبدو لنا وكأنها مسرحية مثيرة ينشغل بها العالم طوال فترة الحملات والدعاية الانتخابية، التى تنفق فيها أموال طائلة، قبل أن تتم الانتخابات، وينسدل الستار مع إعلان نتيجتها! وحتى كتابة هذه السطور لم تحسم الأنباء هوية الفائز، أخذا فى الاعتبار ايضا فارق التوقيت (سبع ساعات بين القاهرة وواشنطن). ومما زاد من إثارة المشهد، حقيقة التقارب الذى سجلته استطلاعات الرأى العام هناك، حتى اللحظات الأخيرة ، بين دونالد ترامب وكامالا هاريس. وإذا كان من المنطقى أن يسعى المراقب لتلك الانتخابات لتحليل مواقف المرشحين من القضايا الأساسية التى تشغل الناخبين مثل التضخم والرعاية الصحية والهجرة والإجهاض.. إلا أن طبيعة شخصية كلا المرشحين، ترامب وهاريس، هى ما كانت محلا للتخوفات والتنبؤات. ولذلك لم أستغرب المقال الذى كتبه جورج ويل أحد أبرز كتاب صحيفة واشنطن بوست بعنوان يوحى بمضمونه وهو: الناخبون يواجهون أسوأ اختيار رئاسى فى تاريخ الولايات المتحدة، فهل ياترى سوف يكون ذلك هو حالنا أيضا.. نحن المشاهدين عن بعد!