بقلم - أسامة الغزالى حرب
هذا الشهر يحتفل القسم العربى للإذاعة البريطانية بمرور ثمانين عاما على بدء إرساله فى يناير 1938 فى غمار ظروف ما قبل الحرب العالمية الثانية، التى قدر فيها الساسة البريطانيون أهمية التواصل مع الشعوب العربية، فكان بذلك أول إرسال بلغة غير الإنجليزية للإذاعة البريطانية التى كانت هى نفسها قد نشأت فى عام 1927 كهيئة إذاعة حكومية تتمتع بالاستقلالية الكاملة فى عملها.(وبالمناسبة، بدأت الإذاعة المصرية إرسالها بعدها بوقت قصير فى 1934).إننى أعترف بأننى من مدمنى أخبار القسم العربى للإذاعة البريطانية منذ فترة الصبا والشباب. وطوال عقود طويلة تعودت على أن أستمع فى الصباح للإذاعة البريطانية بلا توقف تقريبا, كان الاستماع لها صعبا ومشوشا عندما كنت استمع لها على الموجة المتوسطة ثم أصبح بفضل التطور التكنولوجى أكثر سهولة بكثير، وأنا أستمع لها الآن من خلال نظام sonos الصوتى المرتبط بالانترنت, فضلا بالطبع عن إتاحتها على الإنترنت نفسها. ومع أنها أصبحت متاحة أيضا تليفزيونيا إلا إننى مازلت مرتبطا بإرسالها الإذاعى. وذكرياتى مع أخبارها عديدة، وحتى الآن لا أنسى أبدا الخبر الذى سمعته منها صباح الجمعة 9 يونيو 1967 «وصلت القوات الإسرائيلية صباح اليوم إلى الضفة الشرقية لقناة السويس»! هى عبارة لم يمح أثرها الكارثى فى نفسى إلا العبارة التى جاءت بعد ذلك فى نشرة مساء السبت 6أكتوبر 1973 «عبرت القوات المصرية ظهر اليوم قناة السويس وحطمت خط بارليف الحصين شرق القناة» وطوال هذه السنوات تعودت على أصوات مميزة لمديحة رشيد المدفعى وهدى الرشيد وسلوى الجراح وجميل عازر وحسام شبلاق وأيوب صديق ورشاد رمضان ومحمود المسلمى وغيرهم .ولأن عماد القسم العربى هو الأخبار، فأنت تلحق بنشرة أو موجز فى أى وقت تستمع له. ومن المؤكد أن للقسم العربى هناته وأخطاءه, ولكن هذا لا يمنع أبدا من تهنئته بالعيد الثمانينى.
نقلاعن الاهرام القاهريه