بقلم - أسامة الغزالى حرب
بعد 17 يوما من اختفاء الصحفى السعودى جمال خاشقجى منذ أن دخل قنصلية بلاده فى اسطنبول فى ظهر يوم 2 أكتوبر، ولم يخرج منها، وبعد أن تصاعدت قضية اختفائه على نحو مثير لتشغل الإعلام والصحافة الدولية، أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس الأول أن موت خاشقجى بات مؤكدا! (الأهرام 20/10)، كما أعلن النائب العام السعودى سعود بن عبد الله المعجب أن «التحقيقات الأولية...أظهرت أن المناقشات التى تمت بينه وبين الأشخاص الذين قابلوه فى أثناء وجوده فى قنصلية المملكة فى اسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدى مما أدى إلى وفاته», وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية. كما حملت الأنباء مضمون عدة أوامر ملكية بإعفاء بعض مسئولى المخابرات السعودية وغيرهم من مناصبهم. إن خاشقجى هو صحفى سعودى بارز، من مواليد 1958 لعائلة سعودية معروفة، ودرس الصحافة بجامعة ولاية إنديانا، أعتبره الليبراليون إخوانيا خاصة لعلاقته الطيبة مع الرئيس التركى أردوغان، واعتبره السلفيون ليبراليا لحديثه المستمر عن الديمقراطية، وتقلب بين مناصب ومهام كثيرة وكان أخيرا مقيما بالولايات المتحدة ويكتب فى «الواشنطن بوست» التى احتجت على اختفائه بنشرمساحة فارغة ضمن الجزء الذى كان مخصصا لمقاله بها.
إن ملف مقتل خاشقجى لم يغلق بعد وقد أعجبنى كثيرا البيان الذى صدر عن وزارة الخارجية المصرية على لسان المتحدث الجديد باسمها المستشار أحمد حافظ أن جمهورية مصر العربية تتابع بقلق تداعيات قضية اختفاء الصحفى السعودى خاشقجى، وتؤكد على أهمية الكشف عن حقيقة ما حدث فى إطار تحقيق شفاف ، مع التشديد على خطورة استباق التحقيقات و توجيه الاتهامات جزافا، كما تحذر مصر من محاولة استغلال هذه القضية سياسيا إزاء المملكة العربية السعودية بناء على اتهامات مرسلة، وتؤكد مساندتها للمملكة فى جهودها ومواقفها للتعامل مع الحدث. هذا بيان رصين و متوازن تماما.
نقلا عن الاهرام
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع