بقلم - مريد صبحى
تتعرض الكنيسة المصرية أخيرا لموجات من العواصف العاتية تهب عليها للنيل منها، فمن أحداث دير المحرق الى اعلان راهب يدعى يعقوب المقارى الخروج عن طاعة الكنيسة، الى الاحداث الاخيرة بقرية دمشاو هاشم بالمنيا، وجميعها تهدف لاثارة الانقسام بالكنيسة والفتنة الطائفية بين الاهالى، وقد تناول الأحداث الاخيرة كثيرون من المصريين، وفى مقدمتهم الكاتب حمدى رزق رئيس تحرير المصرى اليوم، والذى طالب بضرورة تفعيل القانون والكف عن جلسات الصلح العرفية، مطالبا الوسطاء بالامتناع عن التدخل وممارسة الضغوط، لقد أصاب كبد الحقيقة، فلو طبق القانون فى مثل هذه الاحداث بحسم، لما تكررهذا المسلسل البغيض، فقد تركنا النيران متوهجة تحت الرماد لتشتعل الحرائق الطائفية من وقت لآخر، ولكن الى متى؟ فاستهداف الاقباط هو الحلقة الاضعف فى مخطط إسقاط مصر، ومشكلة دمشاو هى مشكلة مئات القرى بصعيد مصر التى يلجأ فيها الاهالى للصلاة بأحد المنازل لعدم وجود كنيسة؛ فهل نترك التطرف يحرق هذه القرى عقابا للاقباط على صلاتهم فى منزل غير مرخص؟ وهل الصلاة جريمة تستحق العقاب بالحرق والسرقة وربما القتل؟ التطرف مرض قاتل ينتقل بالعدوى ما لم يتم استئصاله؛ وأحداث قرية دمشاو وقعت محاكاة لاحداث بلدة عزبة سلطان المجاورة والتى سبقتها بثلاثة أسابيع، ومطلوب أن تعبر الدولة عن إرادتها فى تطبيق القانون بحسم وبلا توازنات، بعد فشل الجلسات العرفية وبيت العائلة فى مواجهة الحرائق الطائفية، ومطلوب أيضا من المصريين جميعا التعبيرعن غضبهم من أحداث يرفضها المسلمون قبل المسيحيين؛ فالصمت فى مثل هذه الحالات مرفوض.
نقلا عن الاهرام القاهريه
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع