بقلم - إقبال بركة
بودى أن أعرف رأى العرب الذين عقدوا صلحًا مع إسرائيل في اعتداءاتها المتكررة على الشعب الفلسطينى الأعزل، والتى تصاعدت منذ أوائل مايو الماضى، ومواصلة اقتحام مجموعات المستوطنين اليهود المسجد الأقصى المبارك وأدائهم طقوسهم التلمودية وتجولاتهم الاستفزازية في باحاته تحت حماية قوات الاحتلال!، فالاعتداءات والاشتباكات والمناوشات لا تزال قائمة. هل يتابع المصالحون لإسرائيل هذه الأخبار وماذا فعلوا إزاءها؟.
وأتساءل: هل نسى هؤلاء المناضلون العرب جريمة اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة، (٥١ عامًا)، التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلى يوم 10 مايو ٢٠٢٢؟!. تلقّت الشهيدة عيارًا ناريًّا في الرأس، أثناء قيامها بتغطية اقتحام مخيم جينين مع مجموعة من الصحفيين. لم تكن الراحلة الشهيدة تحمل سلاحًا ولا تنوى قتل أحد، بل كانت تؤدى عملها كمراسلة صحفية وهى ترتدى سترة الصحافة، ورغم ذلك قام جنود الاحتلال الإسرائيلى بإطلاق الرصاص الحى عليها، ثم انهالوا ضربًا على حاملى نعشها، وفشلوا في إسقاطه بسبب بسالة حامليه، الذين واصلوا طريقهم إلى الكاتدرائية.
لم أصادف اعتراضًا على هذه السفالة من أصدقاء إسرائيل في أي جريدة عربية!.
ورغم تكالب بعض العرب على الصلح مع الكيان الإسرائيلى وتطبيع العلاقات معه، لم يتورع نتنياهو عن الكذب والتضليل حول حرب أكتوبر، وفى تغريدة كتب نتنياهو: «رغم الموقف الضعيف في بداية الحرب فإننا قلبنا الموازين رأسًا على عقب وحققنا النصر»!.
العالم كله يعرف أنه بدون المساعدة العاجلة والجسر الجوى العسكرى الأمريكى ما كانت إسرائيل تفلت من الانهيار الكامل على يد القوات المسلحة المصرية. هم أقوياء بذراع أمريكا وبدونها تنهار قدراتهم على البقاء. لقد حقق الجيش المصرى معجزة يوم السادس من أكتوبر ١٩٧٣ بتدمير خط بارليف بالكامل وأسْر عدد من جنود العدو وقد شاهدناهم على قناة التليفزيون المصرية بنظرتهم الكسيفة ومظهرهم المزرى.
إن إسرائيل تتجاهل كل ما أصدرته الأمم المتحدة من قرارات منذ عام 1967 من أجل حماية المدنيين مثل القرار ٢٣٧، وقرار مجلس الأمن الدولى رقم ٢٤٢، الذي طالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضى التي احتلتها في حرب ١٩٦٧، وقرار مجلس الأمن ٢٧١ لعام ١٩٦٩، الذي أدان محاولات إسرائيل حرق المسجد الأقصى وإلغاء جميع إجراءات تغيير وضع القدس.. إلخ، فما رأى أصدقائها العرب في ذلك، هل مازالوا يصرون على صداقتها وتشجيعها على المزيد من التعنت والصفاقة؟!. أتمنى أن يرتدع زعماء إسرائيل، ويخجلوا من كبريائهم المزيفة ويعلموا أنهم يُحرجون أصدقاءهم. أكتب هذا وأنا أدعو الله أن يتم الصلح الذي بدأته مصر منذ سنوات وأن تتحول علاقتنا بإسرائيل إلى تعاون وبناء ينعش دولنا ويرحم مواطنيهم من كوارث الحروب وأهوالها. قادر يا كريم.