بقلم - إقبال بركة
عملية الانتخابات الرئاسية المقبلة سوف تتكلف مليارات الجنيهات، ومصر اليوم أولى بهذه الأموال التى لا حاجة لإهدارها، فالكل يعلم و يرغب فى أن يستكمل الرئيس عبد الفتاح السيسى فترة رئاسيه ثانية، وهو أمر متوقع سبق وأن حدث فى العديد من الأنظمة الديمقراطية الراسخة. انتخاب الأغلبية للرئيس الحالى يعود الى الرغبة فى إعطائه الفرصة لاستكمال مشاريعه أو لإصلاح أخطائه. لقد انتخب الشعب الأمريكى الرئيس بوش الأب ثم ابنه مرتين، وأعطى الفرصة الثانية للرئيس الأمريكى السابق أوباما رغم شبه إجماع بين المواطنين الأمريكيين على فشل الرؤساء الثلاثة. هذا مجرد مثال، وليس المقصود به إدراج الرئيس السيسى بين هذه القائمة، فالعكس صحيح، لأن إنجازات السيسى واضحة لكل ذى عينين، ويكفيه شرفا أنه خلص مصر من طغمة فاسدة لا تسعى الا لمصلحتها ولا يهمها إذا رضى الشعب عنها أو لفظها. وللأسف الشديد تسللت عناصر من تلك الفئة الباغية الى الإعلام والى الصحف، متصورة أن الشعب فقد ذاكرته و نسى أفعالها المخزية. وإذا قارنا بين السيسى وكل من دُفعوا دفعا لخوض الانتخابات القادمة، فهو سيفوز عليهم باكتساح، وهم أول من يعرف ذلك ولذلك انسحبوا، بعضهم فى هدوء مثل شفيق وبدوى، والبعض الآخر بافتعال بطولة زائفة.
إننى أتمنى أن ينسحب المرشح الوحيد أمام السيسى،السيد موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد، ولا داعى لأن يهدر أموال الحزب على الدعاية الانتخابية التى سيحتاجها دون شك. لقد كان حريا به، إذا ماكانت لديه نية صادقة فى منافسة الرئيس الحالى، أن يبدأ دعايته منذ سنوات أو حتى شهور، فيقدم للشعب مائدة دسمة وثرية من الأفكار والمشاريع التى يمكن اعتبارها بديلا لسياسات السيسى. أما أن يقتحم حلبة السباق فى اليوم الأخير قبل إغلاق باب لترشح فهو أمر يسىء اليه والى حزبه والينا كمصريين. مثل هذا التصرف هو عين الاستهتار بالعملية الديمقراطية، المهزوزة أصلا، ولا يُطمئن الناخبون الى جدية موسى أو حزبه، ولا قدرتهم على إشباع رغبة المصريين فى خلق ديمقراطية حقيقية ترتكز على أحزاب قوية بكوادر صالحة و أفكار جاهزة و حلول ناجعة لكل ما تعانيه حياتنا من أمراض وأوجاع.
وخلاصة رأى أننا لسنا فى حاجة الى تمثيلية هزيلة نقدمها على مسرح السياسة الدولى لكى نقنع العالم بأن لدينا أحزابا قوية و منافسين أقوياء للرئيس الحالى. تلك خدعة مكشوفة لن يصدقها أحد ولنكن صرحاء مع أنفسنا قبل أن نسعى للضحك على العالم. ولنواجه الحقائق التى يعرفها الجميع، فى الخارج قبل الداخل. بدون أحزاب قوية ذات سياسة ومنهج واضح، وكوادر شبابية، وقيادات تنافسية لن تتحقق لنا الديمقراطية ولو بعد مائة عام. أجدر بالأحزاب الحالية أن تتوحد فى كيانات قوية بدلا من العدد فى الليمون، وأن يكون لدينا حزبان قويان أو ثلاثة على أكثر تقدير بدلا من مائة حزب وهمى لا قيمة لهم. وليستعد الحزبان منذ اليوم، وليس غدا، لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2022. وكفانا إهدار لأموال الشعب وإضاعة لوقت مصر الثمين
نقلا عن الاهالي القاهريه