بقلم - إقبال بركة
سؤال غريب أعترف أنه لم يخطر ببالى قبل أن أقرأ كتاب د. وسيم السيسى «إحنا مين؟». الإجابة المعتادة أننا مصريون ننتمى إلى مصر، وستجد تفاصيل كثيرة جدًّا تؤكد هذه المعلومة.
والدكتور وسيم السيسى خريج كلية الطب، وحاصل على أرقى الدرجات العلمية من إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية وبراءة اختراع وعمليات جديدة مبتكرة، وهو مهتم إلى حد الولع بالمصريات وبالأطباق الطائرة.
تلخيص ما جاء فى الكتاب من معلومات يكاد يكون مستحيلًا، وهو يصف كتاب تشارلز داروين (1809_1882) «أصل الأنواع The Origin of Species» سنة 1859، والذى تُرجم إلى كل لغات العالم بأنه «كان زلزالًا عصف بثوابت عاش عليها العالم آلاف السنين»، ودافع عنه علماء كثيرون، أما الكنيسة فهاجمته بضراوة، ولكن بابا الفاتيكان أعلن سنة 1951م أن كل ما جاء به «داروين» صحيح!.
ومن المعلومات المثيرة أن العلماء وجدوا أن 97% من جينات المصريين (مسلمين ومسيحيين) واحدة، وأن 87.5% من الشعب المصرى يحملون جينات «توت عنخ آمون»!، وأن المصرى القديم آمن بالتوحيد منذ الأسرة الأولى، وهو ما أقره العقاد وعلماء كثيرون، ووُجد مكتوبًا على متون الأهرام.
ويقول إن مركبات الفضاء ظهرت منذ عهد المصريين القدماء (سنة 22 من حكم تحتمس الثالث، مؤسِّس الإمبراطورية المصرية)، ثم فى عهود أخرى حتى العصر الحاضر.
ويرى الكاتب أن هوية شعب تتحدد بالأرض وليس بهوية الحاكم ولا اللغة أو الدين، فالمصرى هو مَن يولد على أرض مصر، ولن تقوى مصر ويعود لها وجهها الحضارى إلا بالقومية المصرية.
عاش أفلاطون فى مصر 13 سنة ليتعلم الفلسفة، وقال: «ما من علم لدينا إلا وقد أخذناه عن مصر»، وهو ما اعترف به «فيثاغورس»، عالِم الرياضيات، وغيرهما كثيرون.
وذكر الكاتب أن مصرع «هيباتيا»، العالِمة المصرية، كان على يدى رهبان المسيحية، بإيعاز من البابا، وأنه كان نهاية الإشعاع الحضارى من الإسكندرية، ودخل العالم فى ظلام مخيف لمدة 7 قرون بعده. كذلك يرى أن الحملة الفرنسية أنقذت مصر من الظلام الكثيف على يد 167 عالِمًا أنجزوا سِفرهم الشهير «وصف مصر» من 1809 حتى 1829م، ثم قام جان فرانسوا شامبليون بفك رموز الكتابة المصرية القديمة (الهيروغليفية) ليعلم العالم كله أن المصرى هو الذى علم العالم كله، وأول مَن نادى بالعقائد السماوية «واذكر فى الكتاب إدريس إنه كان صِدِّيقًا نبِيًّا»- «مريم 56».
وأتمنى أن يصبح الكتاب مُقرَّرًا على تلاميذ مصر، وأن يحفظوا ما جاء به عن ظهر قلب، فكمية المعلومات به لا يمكن اختصارها، وهى غزيرة جدًّا، ولكنها تحتاج إلى تنقيح وحذف ما لا داعى له.