بقلم: حسين شبكشي
يحثّ مختلف الأديان، إضافةً إلى النظم والقوانين، على التبرع وعمل الخير بمختلف أشكاله. وفي عالم الأعمال هناك رجال أعمال كبار يتنافسون في مجال العمل الخيري تماماً مثل تنافسهم في ساحات المال والأعمال. فهناك لاري أليسون، الذي أسس شركة «أوراكل» التقنية، والذي يركز تبرعاته في مجالات التعليم والرعاية الصحية، وهناك مارك زوكربيرغ، مؤسس موقع «فيسبوك» الشهير الذي ركز تبرعاته هو أيضاً على التعليم والبحث الطبي، وبنى مستشفى عظيماً في سان فرانسسكو سمِّي لاحقاً باسمه. وهناك سيرغي برين أحد مؤسسي موقع «غوغل» الذي وجّه جلّ تبرعاته إلى أبحاث علاج مرض الباركنسون، وطبعاً هناك الرائع بيل غيتس الذي تبرع بنصف ثروته البالغة 90 مليار دولار لتمويل مشاريع خيرية مختلفة من أهم توجهاتها القضاء على مرض الملاريا في القارة الأفريقية.
أيضاً وسط الأنباء المزعجة كانت أخبار التبرع الجميل لبرنامج «صناع الأمل» الذي ترعاه حكومة دبي ومن ضمنه تم التبرع لمستشفى القلب للدكتور القدير مجدي يعقوب.
ويظهر الاحتياج العظيم لدعم البحوث العلمية والطبية منها على وجه التحديد، في هذه الأيام، والعالم يتابع بذهول وحزن عظيمين تداعيات إصابات وانتشار مرض فيروس كورونا الجديد حول العالم، والباحثون والأطباء يسابقون الزمن في محاولة الوصول إلى مصل يواجهون به هذا المرض الفتاك.
وبهدوء شديد وبعمل دؤوب استقبلت الأوساط العلمية والأكاديمية والصحية حول العالم خبراً مدوياً، وهو أن مختبر عبد اللطيف جميل للتعليم الآلي في مجال الصحة، استخدم الفريق العلمي القائم عليه في جامعة ماساتشوستس للتقنية (إحدى أهم جامعات العالم) الذكاء الصناعي عن طريق التعلم الآلي للتعرف على خلطة مضاد حيوي جديدة يمكنها القضاء على أنواع من البكتيريا كانت تقاوم المضادات الحيوية التقليدية، ومن ضمن البكتيريا المستهدفة السل وغيره من الأنواع المعقدة والمستعصية، بالإضافة إلى النوعين الأولين في أهم ثلاثة أنواع بكتيريا خطيرة، وذلك حسب التقييم الرسمي لمنظمة الصحة العالمية. هذا الخبر العلمي العظيم تناقلته وكالات الأنباء وأهم الصحف الغربية، ولقي ترحيباّ هائلاّ وأثبت إمكانية استخدام الذكاء الصناعي لصالح البشرية بشكل سوي، بعد أن كانت الأخبار عنه تنذر وتحذر بمستقبل تخرج فيه الأمور عن السيطرة ويخرج فيه الإنسان عن الخدمة.
هذا المختبر الذي أنشأته مجموعة عبد اللطيف جميل السعودية بالتعاون مع جامعة معهد ماساتشوستس للتقنية، والذي يأتي بهذا الخبر الجميل نتاج هذا التعاون، هو الحصيلة الثانية نتاج هذه التعاون، إذ لدى مجموعة عبد اللطيف جميل معمل لمكافحة الفقر فاز الفريق القائم عليه بجائزة نوبل للاقتصاد.
شركة سعودية تبرز بشكل عظيم في مجالات استثنائية لخدمة الإنسانية، مدعاة للفخر وتطبيق عملي لتسخير المال والعلم لخدمة الخير، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
أبواب الخير عظيمة وكثيرة، ولعل أهم مردود في عالم الأعمال يبقى دوماً في التجارة مع الله.