توقيت القاهرة المحلي 07:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وزير طاقة جديد في السعودية!

  مصر اليوم -

وزير طاقة جديد في السعودية

بقلم: حسين شبكشي

في عالم الاقتصاد، يكاد يكون منصب وزير الطاقة السعودي واحداً من أهم عشرة مناصب، لما لهذه السلعة الحيوية من أثر مهم في الاقتصاد الدولي.
لذلك، لم يكن غريباً ولا مفاجئاً التغطية الإعلامية التي حصلت لإعلان تعيين الأمير عبد العزيز بن سلمان وزيراً جديداً للطاقة في السعودية. ويأتي إلى المنصب بوصفه سادس وزير لهذه الوزارة في تاريخها المؤثر المهم. أول وزير كان عبد الله الطريقي، فترة قصيرة، ولكنه يحسب له أنه كان (مع حافظ وهبة) أول سعودي في مجلس إدارة شركة «أرامكو»، وبدأ في طريق زيادة حصة الدولة السعودية فيها، وطبعاً ساهم مع وزير النفط الفنزويلي في تأسيس منظمة الدولة المنتجة للنفط (أوبك). جاء بعده أحمد زكي يماني الذي ترك بصمات مهمة، فاستخدم خلفيته القانونية بشكل محترف لإنجاز مهمة تملك الدولة السعودية لشركة «أرامكو» بالكامل، وأدار ارتفاع الأسعار بعد حرب أكتوبر (تشرين الأول)، واستخدم النفط للحد من طموح الشاه السياسي وقتها، ولكن لم يستطع قراءة التحولات الجديدة الهائلة المؤثرة من قبل أسلوب التسعير المستقبلي من المضاربين في البورصة والبنوك الاستثمارية التي عرفت باسم «futures»، وأدت إلى تدهور الأسعار بشكل خيالي.
ثم جاء بعده هشام ناظر الذي قاد مراحل التوسع في أنشطة المصافي، وعمل على استقرار السوق، وسط أجواء سياسية محمومة شهد فيها الخليج العربي حربين: الأولى بين العراق وإيران، والثانية غزو العراق للكويت، وكلاهما كان له دور في تقلبات الأسعار بخصوص النفط، وأدار وقتها هشام ناظر التحديات بجدارة.
ثم جاء بعده أول وزير نفط من قلب «أرامكو»، وطبق سياسة «أرامكو» على الوزارة، فغلبت الرؤية التقنية على المهارة السياسية المطلوبة لإدارة هذا المنصب، فكانت الأمور عنده أبيض أو أسود، بينما الواقع يؤكد أنها درجات من اللون الرمادي، وكان نتاج ذلك عدم قدرته على استيعاب البعد السياسي في مبادرة الغاز الذي لاحق السعودية بعد ذلك عبر موقف ركس تيرلسون، رئيس «إكسون» السابق، الذي جاء بعد ذلك في منصب وزير خارجية أميركا، ولم ينس موقف النعيمي من شركته خلال المبادرة، وكذلك (وهي النقطة الأهم) لم يقدر بالشكل اللائق حقيقة وواقع «النفط الصخري»، واعتقد أنها ظاهرة من الممكن القضاء عليها «سعرياً»، ولم يقدر أن وراء هذه الظاهرة تقنيات متطورة مستمرة في تخفيض تكلفتها، وعمالقة رؤوس أموال وإمبراطوريات نفطية وقوة عظمى، وأدى ذلك إلى تدهور مهول في الأسعار كان من الممكن تفاديه.
جاء بعد ذلك خالد الفالح، وهو أيضاً من قلب «أرامكو»، ويحسب له إدارة الوزارة في ظروف عصيبة، وقد طور العلاقة مع الصين والشرق الأقصى، وتمكن من تحقيق توازن سياسي مع الروس حتى يتعاونوا على تحقيق سياسة سعرية ترضي منتجي «أوبك» وخارج «أوبك». وفي وسط أجواء عالمية غير مستقرة مالياً، تمكن من قيادة إصدار سندات «أرامكو» الذي لقي قبولاً قياسياً وسط توقعات سلبية، وكذلك نجح في قيادة استحواذ «أرامكو» على 70 في المائة من سابك لخلق كيان أقوى، ولكن يبدو أن ثقافة المحافظة على «أرامكو» كما هي، وهي مسألة موجودة في ثقافة موظفي «أرامكو»، جعلته يبدو بطيئاً في تفاعل اكتتاب الشركة.
والآن يتم اختيار الأمير عبد العزيز بن سلمان، وهو من الوزارة نفسها، وليس من «أرامكو»، وهو أول أمير من أفراد الأسرة الحاكمة يتبوأ المنصب. الرجل ملم بالتحديات، فهو متمرس في المجال، قارئ نهم ومطلع على مجريات الأمور بشكل دقيق، لديه سجل مهم من الإنجازات في الوزارة، ولعل أهمها إنجازات قانونية ضد الهند، وقضايا الإغراق الخاصة بـ«سابك»، وأيضاً استحداث منهجية لتسجيل الطاقة للأدوات الكهربائية المبيعة في السعودية في سابقة مهمة. التحدي الأساسي أمامه اليوم هو الحفاظ على استقرار السوق أمام تحدي الركود الاقتصاد العالمي، وكذلك توصيل اكتتاب «أرامكو» إلى بر النجاح. السعودية لا تزال اللاعب المحوري الأول في سوق النفط، ولكن التحديات كبيرة جداً، والوزير الجديد يأتي بحماس وخبرة، عبر سنين من المساهمات والمشاركات والتمعن ستنعكس على سياسة الوزارة بشكل فوري.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزير طاقة جديد في السعودية وزير طاقة جديد في السعودية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon