توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مستقبل «دافوس»

  مصر اليوم -

مستقبل «دافوس»

بقلم - حسين شبكشي

بعد أيام قليلة جداً ينطلق المنتدى الاقتصادي الدولي، الذي ينعقد بمنتجعات القرية الثلجية الحالمة بين جبال الألب السويسرية في دافوس. هذا المنتدى الدولي تحول إلى مزار سنوي لقادة السياسة والاقتصاد حول العالم. هناك أصوات متعالية تطالب بإلغائه فوراً، تتهم المنتدى بأنه أصبح منفصلاً ومعزولاً عن الواقع وعن الحقيقة، وبسبب هذا الانعزال والانفصال خرجت سياسات وقرارات أدت إلى كوارث، ويستشهدون بلقاءات أهم قادة المصارف العالمية في غرف معزولة في المنتدى لرسم سياسات عولمة البنوك، ومع كل هذا لم يستطيعوا منع الكارثة الاقتصادية المالية الكبرى التي حدثت في عام 2008 والتي لا يزال العالم يدفع ثمن فاتورتها الباهظة حتى اليوم، وكذلك الأمر بالنسبة لشركات التقنية العملاقة - مثل «غوغل» و«فيسبوك» وغيرهما - تقابلوا في كواليس المنتدى لإطلاق تقنيات معرفية متاحة لأكبر عدد من الناس وتسهل عليهم حياتهم وصناعة قراراتهم، وإذا هي تتحول إلى مدمر للخصوصية وناشر للأخبار الكاذبة، وساهم بشكل كبير في التأثير السلبي على القيم الديمقراطية الأهم في الغرب وتضليل الناخبين المشاركين فيها. 
هذه مجرد أمثلة سريعة عن حجم البعد والانعزال عن الواقع الذي باتت عليه أحداث المنتدى وفعالياته وبعدها عن أرض الواقع. هذا مع عدم إغفال عدم قدرة المنتدى على قراءة الحراك الشعبوي الذي صعد في الغرب بشكل صاروخي، وبات يشكل أهم وأكبر وأخطر تحدٍ وجودي لخط العولمة الذي ميز المنتدى، وكان شعار انطلاقاته السنوية دوماً، حتى تحول إلى قبلة لمريدي العولمة نفسها. ولكن مع مرور الوقت ازدادت الأصوات الغاضبة بحق المنتدى واعتبرته مؤتمراً معزولاً ومضراً بمصالح الناس، بل هو مضر بمصالح الدول العربية نفسها لأنه يشجع على نوع واحد فقط من الرأسمالية، وهي الرأسمالية المتوحشة التي لا مسؤولية لها وبالتالي هناك بعد عن المسؤولية الاجتماعية وحماية البيئة والحوكمة المسؤولة الرشيدة. الرأسمالية المتوحشة هي المكيافيلية المالية، الربح بأي ثمن. 
المنتدى الاقتصادي الدولي بدأ بأسلوب المنتدى «البوتيك» المحدود، وتحول مع الوقت إلى «هايبرماركت».. نادٍ للكل طالما يتم فيه دفع الاشتراكات الباهظة. وهناك سلسلة من التحقيقات الصحافية المحترمة التي تطرقت إلى «المصالح» التي يتم تحقيقها من خلال إدارة المنتدى وتحقيق موارد عظيمة استغلالاً للمناسبة من خلال شركات وخدمات مقدمة تطرقت إليها الصحافة السويسرية وصدرت بعضها في كتاب. 
المنتدى الاقتصادي الدولي ليس المنتدى الوحيد ولكنه حتما الأشهر وباتت هناك مطالب بتغيير إدارته أو إغلاقه تماماً لأنه أصبح أحد أسباب المشكلة بعد أن كان يطرح نفسه كمنبر للحلول. 
الانعزال عن الواقع يعمي دوماً حتى لو كان المنتدى عالمياً، فالحقيقة أقوى وأهم. المنتديات الاقتصادية العالمية الغاية منها بناء الجسور وكسر الحواجز بين الأمم، وإيجاد الحلول للمشاكل والتحديات التي تواجههم. ولكن حينما تختلط الأولويات وتتغير الأهداف تطغى صورة الجشع على كل الغايات النبيلة.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستقبل «دافوس» مستقبل «دافوس»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon