توقيت القاهرة المحلي 23:03:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الألم الاقتصادي

  مصر اليوم -

الألم الاقتصادي

بقلم: حسين شبكشي

أتابع باهتمام شديد التطورات الحاصلة في معدلات أسعار النفط بالأسواق العالمية، في ظل التطورات السياسية والعسكرية بمنطقة الخليج العربي بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران.
وبالتالي، فإنه مع ارتفاع حدة اللهجة في التصريحات المتبادلة، والحشد العسكري المتزايد، كان من المفروض ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك على سعر برميل النفط بشكل مثير، ويؤدي إلى ارتفاع في سعره. ولكن ما حدث كان العكس تماماً، لأن أسعار برميل النفط هبطت بشكل ملحوظ لا يمكن إغفاله.
ما الذي من الممكن أن يعنيه ذلك؟ مبدئياً، هناك أدوات يتم استخدامها ضد النظام الإيراني الذي سخر موارده لتصدير ثورته الإرهابية حول المنطقة، واستحداث ميليشيات مجرمة تهدد دولاً مختلفة وجيرانها. وبالتالي، سيستمر خنق إيران نفطياً عن طريق خفض وارداتها الدولارية من سلعة النفط، ووضع المزيد من الضغوطات الاقتصادية على نظامها حتى تتوقف عن عدوانيتها (وإذا اضطر الأمر لمزيد من الضغوطات العسكرية أيضاً بعد ذلك).
أزمة نظام إيران الاقتصادية أصبحت واقعاً، فهي بسبب الضغوطات الهائلة الحاصلة على نظامها باتت غير قادرة على منح الدعم الاقتصادي ذاته، وتحديداً في السلع النفطية التي كانت تقدم، وهذا يفسر الطوابير الهائلة في محطات الوقود في مدن سوريا كلها، وكذلك انعكاس ذلك على وضع تنظيم «حزب الله» الإرهابي الذي عاد لأسلوب الاستجداء والتوسل، بنشر صناديق التبرع في مناطق نفوذه كافة، مع عدم إغفال تغيير اللهجة الخطابية العنترية لزعماء التنظيم الإرهابي إلى خطاب مليء بالمسكنة وطلب المعونة والدعم المالي.
تخفيض سعر النفط يبدو واضحاً أنه آلية مهمة وسلاح فتاك ضمن ترسانة الاختيارات الموجودة أمام أميركا. واليوم، هناك خياران أمام نظام الحكم في إيران، وكلاهما مر: الأول القبول بالشروط الأميركية كافة، وهذا سيظهر الزعماء الإيرانيين بشكل مهزوم ومذل أمام الشعب الإيراني الذي كانت تروج له صراعات النظام مع أميركا، وقدرته على مواجهتها وهزيمتها؛ والثاني الرفض لهذه الشروط، والاستعداد لتلقى الضربة العسكرية من القوة العسكرية الأعظم في العالم. الألم من الوضع الاقتصادي المتدهور في إيران هو التحدي الأهم والأخطر، والضرر منه أخطر من الضربة العسكرية.
الحروب لها أشكال مختلفة، ولأجل ذلك تسخر كل أنواع الأسلحة. الألم الذي يعاني منه النظام الإيراني بات مسألة دقيقة تؤثر على مناحي الحياة كافة. البترول هو شريان الحياة بالنسبة للنظام، ومع توالي الخروج من السوق الإيرانية من قبل الدول والشركات، يتفاقم الوضع الخطير وتزداد المحنة. إما أن تعود إيران إلى المجتمع الدولي دولة تخضع للقانون، أو تصبح فعلياً ورسمياً دولة مارقة، مثل كوريا الشمالية وكوبا.
سعر البترول عنصر مهم لفهم ومعرفة ما يحصل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الألم الاقتصادي الألم الاقتصادي



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon