توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شيخوخة المجتمعات

  مصر اليوم -

شيخوخة المجتمعات

بقلم - حسين شبكشي

في معظم دول العالم يكون التحدي التنموي الأول هو مواجهة شريحة الشباب في سوق التعليم والعمل، وخصوصاً في دول العالم الثالث، حيث يشكل الشباب في نسبة تركيبة المجتمع ما يصل إلى 30 في المائة وما فوق، وهذا تحد ليس بالسهل يشمل توفير التعليم والتدريب وتوفير مناخ العمل المناسب والمنافس الذي يخلق الوظائف بشكل مستدام.
ولكن هناك دولاً مهمة تواجه تحدياً من نوع آخر تماماً... تحدياً لا يقل أهمية أبدا وهو مواجهة «شيخوخة» المجتمع، وهي ظاهرة متنامية في مجتمعات مختلفة ولا يمكن إغفالها وسيكون لها الأثر على مجتمعات أخرى.
المجتمعات الأوروبية تعاني نسبة نمو سلبية في معدلات المواليد مما يجعلها تستعد لأن تصنف مجتمعات تشيخ. واتفق العالم على اعتماد نسبة نمو بمعدل 2.1 في المائة في تعداد السكان لكي يكون المجتمع في تعداد النمو الإيجابي. وتعاني كل من إيطاليا والنمسا وألمانيا وبلجيكا على سبيل المثال لا الحصر. حتى الولايات المتحدة تعاني من المشكلة نفسها، إذ يبلغ معدل النمو فيها 1.76 في المائة فقط. وكذلك روسيا أيضاً لديها أزمة مهمة، حيث يبلغ معدل النمو الإيجابي فيها 1.75 في المائة، وهي مشكلة عويصة اضطرت إحدى الحكومات الإقليمية فيها أن تخصص يوماً إضافياً إجازة لتشجيع المتزوجين على الإنجاب.
وهناك سنغافورة، تلك الجزيرة الصغيرة، هي الأخرى تعاني من تحديات كبيرة في هذه المسألة، فمعدلات النمو فيها بلغت حدوداً مقلقة جداً وهي 1.16 في المائة، وهي نسبة باتت تهدد طموحات وخططا وتطلعات الجزيرة المستقبلية مما جعل المسؤولين يقومون بإعداد «قواعد رومانسية» للمتزوجين لتحفيزهم على الإنجاب. أما التحدي الأعظم والأخطر فيواجه كلاً من الصين واليابان. فالصين تواجه «كارثة» منتظرة، فمع حلول عام 2029 ستدخل في انحدار غير متوقف مع حالة شيخوخة المجتمع، وهذا بحسب محللين اقتصاديين واجتماعيين في الصين هو أكبر تحد يواجه البلاد.
في عام 2050 يتوقع أن يكون هناك 330 مليون صيني فوق سن الـ65، وهذه أخبار مزعجة ومقلقة لثاني أكبر اقتصاد في العالم، الذي كان يفتخر بمنظومة متماسكة لسياسة تحديد النسل، ولكن تعداد سكان الصين سيبلغ أقصى حد في عام 2029 حينما يصل إلى 1.44 مليار نسمة (وقبل ذلك ستكون الهند قد تخطت الصين بوصفها البلد الأكبر تعداداً في السكان على مستوى العالم).
الصين اليوم تعاني من «انقلاب» اجتماعي، حيث لديها 34 مليون رجل «فائض» عن عدد الإناث نتيجة مفاضلة للذكور في الإنجاب بسبب تقاليد الميراث وتاريخ من الإجهاض الاختياري. وفي عام 2020 سيكون لدى الصين 24 مليون رجل في سن الزواج ولن يكونوا قادرين على إيجاد نساء للزواج منهن. هذه أزمة كبرى تهدد الصين واقتصادها واقتصاد الذين يعتمدون عليها.
وهناك اليابان هي الأخرى تواجه التحدي نفسه بشكل حاد وأسرع. يبلغ تعداد سكان اليابان حالياً 127 مليون نسمة وسينخفض بشكل مذهل إلى 83 مليوناً في عام 2100 ووقتها سيكون أكثر من ثلث سكان اليابان فوق سن الـ65 عاماً. حالياً تبلغ مبيعات حفاضات البالغين كميات تفوق كميات حفاضات الأطفال. إنه التغيير الديموغرافي العنيف. حتى كوريا الجنوبية تعاني هي الأخرى من انخفاض جديد في نسبة نمو السكان، بلغت نسبته 0.95 في المائة، وهي نسبة تبعث على القلق.
هذه التغيرات في تركيبة سكان دول مهمة ومؤثرة حول العالم تنذر بتغيير جذري قادم في قدرات هذه الدول المستقبلية لا بد من الاستعداد له جيداً وانتهاز الفرص القادمة نتاج ذلك التغيير.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيخوخة المجتمعات شيخوخة المجتمعات



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon