توقيت القاهرة المحلي 23:03:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سلام ما بعده كلام

  مصر اليوم -

سلام ما بعده كلام

بقلم - حسين شبكشي

حديث جديد قديم لا يتوقف ولا ينتهي عن السلام في منطقة الشرق الأوسط. مبادرات وآراء وأفكار قدمت للسلام. كثير منها قوبل بالرفض والتشكيك والتخوين والتكفير لأصحابها، ناهيك ممن دفعوا حياتهم ثمناً لاعتقادهم بأن السلام حلم ممكن، ونهايات الملك عبد الله الأول ملك الأردن، وأنور السادات وإسحاق رابين الدموية دليل على ذلك. وكذلك ما حصل بحق الحبيب بورقيبة من تشكيك وتخوين واغتيال معنوي لشخصيته، لأنه حاول أن ينظر بشكل عملي وواقعية لمشكلة عويصة وعميقة.
كلمة مهمة قالها أحد الحكماء، وهي أنك تعقد اتفاقيات السلام مع أعدائك وليس مع أصدقائك، وعليه، فهنا السؤال الصعب: هل سكان منطقة الشرق الأوسط «كلهم» مستعدون حقاً للسلام، وعلى استعداد للتعايش مع الآخر؟ سؤال عميق ومهم جداً.
في كتابه الشهير الصادر عام 1989 بعنوان «سلام ما بعده سلام» وضح مؤلفه الكاتب ديفيد فرومكين أن انهيار الإمبراطورية العثمانية وولادة شرق أوسط جديد، أطلقا حرباً عالمية جديدة لم تنتهِ إلى اليوم. أميركا كانت دائماً تسعى لإطلاق حل نهائي ما لمشكلة العرب والفلسطينيين بين قرارات الأمم المتحدة التي لم تنفذ من العرب تارة ومن إسرائيل تارات، ومبادرات رفضت من الفلسطينيين والعرب تارة ومن إسرائيل تارات. إسرائيل تشبه جنوب أفريقيا ما قبل مانديلا في عنصريتها، والمطلوب مواطنة فلسطينية كاملة، سواء تحت دولة واحدة أو تحت دولتين، وحق العودة لكل فلسطيني في الخارج سلبت أراضيه، تماماً كما يجب استعادة حقوق اليهود والعرب. الأديان لا علاقة لها بتجارة الأراضي واقتسام المناطق، وبالتالي تطبيق العدالة مطلوب أن يكون بالقانون الذي يسري على الكل، وليس بناء على نصوص دينية، كل يراها من وجهة نظره. أميركا عليها أن تكون مرآة لدستورها حينما تسعى لحل لهذه القضية المعقدة، وتعود للكلمات الافتتاحية لوثيقة الاستقلال الخاصة بها «كل الرجال خلقوا سواء»، وبالتالي لا يوجد مجال للتمييز بناء على عرق أو دين. ومن الممكن العودة إلى العهد القديم، (التوراة نفسها) في سفر التكوين الإصحاح الحادي والعشرين، الآية رقم 34: «وتغرّب إبراهيم في أرض الفلسطينيين أياماً كثيرة»، فالنص صريح، هناك فلسطينيون في هذه الأرض قبل اليهود ولا يمكن حرمانهم من حقوقهم.
السلام هو الخيار الأصعب ولكنه الاختيار الصحيح. هو طريق لمواجهة التطرف والاتجار بالقضايا والتضحية بالأبرياء والدجل باسم المقاومة. ولكن لتحقيق كل ذلك مطلوب أن يشعر الجميع أنه سلام حقيقي وعادل، ويحقق الكرامة والعدل والأمان بوصفها أساسيات في الحل المنشود. طريق صعب ولا يقدر عليه إلا القلة.
السلام بحاجة لقوة إقناع تدعمها العدالة، تؤيدها القوانين التي تؤمّن حلاً فيه أقصى حدود الحق والعدل مهما حاربه المستفيدون من بقاء الحال على ما هو عليه بلا نهاية. سلام يرضي بعدل، خير من شعارات وتجارة بقضية شريفة.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع   

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلام ما بعده كلام سلام ما بعده كلام



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon