توقيت القاهرة المحلي 17:17:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المحكمة: علاقة إسرائيل بالقانون!

  مصر اليوم -

المحكمة علاقة إسرائيل بالقانون

بقلم - حسين شبكشي

تابع العالم بالكثير من الإعجاب والتقدير القضية المهمة التي رُفعت في محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا من قِبل دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل تتهمها بالإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة خلال الأسابيع الماضية.

وتأتي أهمية هذه القضية كونها من دولة مثل جنوب أفريقيا، وهي التي تعرّض شعبها إلى أبشع أنواع الحكم والفصل العنصري، وهو يشبه إلى حد كبير جداً لما يحصل بحق الفلسطينيين اليوم مع الاحتلال والحصار الإسرائيلي بحقهم.

وكانت المرافعة الافتتاحية التي قدّمتها جنوب أفريقيا في غاية الأهمية وبيّنت الحجج بالأدلة والبراهين الموثقة لدعم ادعائها بحصول جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين على أيدي الجيش الإسرائيلي.

وفتحت هذه المحاكمة، والتي ستستغرق وقتاً ليس بالقليل قبل أن تصدر حكمها النهائي وغير القابل للنقض، موضوع علاقة إسرائيل بالقانون الدولي وعدم احترامها له؛ مما قد يجعل كل هذا المسار القانوني «إضاعة للوقت الثمين»، ويستشهد أصحاب هذا الرأي بالقرارات الأممية الدولية كافة التي صدرت بحق إسرائيل ولم تنفذها أو تكترث بها.

إسرائيل حتى اليوم هي دولة بلا حدود رسمية ومعلنة، فمنذ قرار التقسيم في فلسطين والذي أقرّته الأمم المتحدة وكان بمثابة إعلان ولادة إسرائيل والذي حددت فيه مساحة دولة إسرائيل، ظلت إسرائيل تتمدد وتبلع أراضي الفلسطينيين والعرب بالحرب والاحتلال أو بالاستيطان والاستعمار. كل ذلك كان ولا يزال يتم في مخالفة صريحة وفجة للقانون الدولي.

ولكن هناك من يتفاءل بالحالة العامة الحاصلة في الرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية وفقدان إسرائيل تأييدها المضمون المعتاد في الشارع السياسي الغربي. إسرائيل تخسر الساحة الإعلامية بسبب تأثير وسائل التواصل الاجتماعي ونقل مآسي الفلسطينيين في قطاع غزة من دون تعديل أو حذف، وهو تحديداً الذي أدى إلى تغيير الموقف في الشارع السياسي في الغرب. وقد تكون هذه هي لحظة تدحرج كرة الثلج المنتظرة أو بالأدق نقطة التحول.

عندما تم إلقاء القبض على زعيم عصابات المافيا الأشهر في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية آل كابون والذي أتعب وأنهك الأجهزة العدلية والأمنية لم يكن بسبب إدانته بجرائم تهريب الخمور والقتل والرُشى التي كان يقدمها لكثير من المسؤولين، ولا الابتزاز المالي الذي كان يمارسه، ولكن كان بسبب تهربه من سداد الضرائب الفيديرالية للدولة، وبالفعل تم الحكم عليه بسبب هذه الجزئية البسيطة والتي فطن إليها الادعاء والمحققون وفاجأت الجميع بذلك.

وهذه هي النقطة التي يراهن عليها أصحاب قضية جنوب أفريقيا، بمعنى أدق أنه بصدور حكم من المحكمة الدولية يدين إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في هذا التوقيت المثير والجديد للتحول في الرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية؛ سيفتح الباب أمام تسونامي من القضايا والمطالبات والحراك الكبير على الساحة القانونية ضد إسرائيل.

هناك كتاب في غاية الأهمية بعنوان «العدل للبعض» للمؤلفة الفلسطينية نورا عريقات والصادر عن جامعة ستانفورد العريقة في الولايات المتحدة الأميركية، والذي تفند فيه المؤلفة استغلال إسرائيل الثغرات القانونية أو عدم اكتراثها بالقانون الدولي كفكرة عامة. وتستشهد الكاتبة بتعدي وعد بلفور على القانون الدولي واستمرار هذا التعدي بعد إعلان التقسيم، وظهر بشكل فج بعد اتفاقية أوسلو وسياسة الاحتلال المتجدد والظاهر في السرطان الاستيطاني.

وللكاتب الأميركي جون كويغلي الكثير من الكتب المهمة التي تناقش تعديات إسرائيل على القانون الدولي، والتي يوضح فيها أن سلسلة المواجهات والاعتداءات الدموية منذ عام 2000 سببها انهيار المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين بسبب عدم احترام إسرائيل للقانون الدولي والاعتراف بحق الفلسطينيين لتكوين دولتهم والانحياز التام للفكرة الصهيونية الاستعمارية التوسعية.

واليوم، دولة جنوب أفريقيا تسعى بالقانون الدولي إلى تعرية النفاق الحاصل لصالح إسرائيل وكيف سمح لها طوال العقود الماضية باحتقار المنظومة القانونية الدولية وهي بذلك تنفذ وصية زعيمها الراحل نيلسون مانديلا الذي قال ذات مرة: «إننا لن نكون أحراراً حتى يتحرر الفلسطينيون وتكون لهم دولتهم».

قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية هي صفحة جديدة تُحسب لصالح كتلة الرأي العام العالمي الجديد الذي يتشكل وبقوة صلبة ضد إسرائيل، وهذه بحد ذاتها نقلة نوعية مهمة طال انتظارها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحكمة علاقة إسرائيل بالقانون المحكمة علاقة إسرائيل بالقانون



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon