توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشكلتنا مع المشروع الصهيوني لا مع اليهود؟

  مصر اليوم -

مشكلتنا مع المشروع الصهيوني لا مع اليهود

بقلم - حسين شبكشي

اعتاد المتشددون من جماعات الإسلام السياسي عندما يرغبون في منهجة «اغتيال شخصية» أي قائد في العالم العربي أن يكرروا أن «أمه يهودية» أو «أن له جذورا يهودية». وفي كثير من الأحيان يكون رد مؤيدي هذا الزعيم أو ذاك عليهم بالقول إن مؤسس جماعة الإخوان المسلمين «أمه يهودية»، مما جعلني أتساءل عن حجم العداء والكراهية لليهود الموجود في ثقافتنا، وعدم قدرتنا في التمييز بين اليهود كأهل الكتاب، أمرنا الله أن نودهم ونبرهم، وسمح لنا بالتجارة معهم والأكل من طعامهم والزواج منهم وبين المشروع السياسي الصهيوني الإسرائيلي مما سبب حالة انفصام لم نفق منها حتى الآن. 
حجم الكراهية لليهود الذي تروّج له الوسائل الإعلامية والأعمال الفنية والأدبية والكاريكاتير السياسي بلغ من الحجم قدراً لا يمكن إغفاله. حتماً ليس هناك من يدافع عن خلو الساحة اليهودية والإسرائيلية نفسها من وجود ثقافة الكراهية فيها، والمدارس التلمودية المتطرفة لديها نفس النظرة «التكفيرية» والتي تفرق بين شعب «الغويم» وغير الغويم، وهم الذين لا قيمة لهم وتحل سرقتهم وقتلهم، وهذه المدارس خرج منها مائير كهانا وباروخ غولدشتاين المتطرفان الإرهابيان المعروفان. ولكن مشكلة «اللاسامية» في العالم العربي وليدة ثقافة العنصرية البغيضة المتجذرة في العقلية العربية التي اعتادت تصنيف الناس بحسب انتماءاتهم القبلية والعشائرية والعرقية والمذهبية. هذه الثقافة هي التي تسببت بهجرة الآلاف من اليهود من مواطني الدول العربية بعد تأسيس دولة إسرائيل، وهم لا ذنب لهم فيما حصل سياسياً على أرض أخرى (وهي نفس العقلية التي تواجه مسيحيي المشرق العربي اليوم وكل المذاهب الأخرى في المنطقة). 
الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج من يهودية، وعقد اتفاق تعايش سلمي مع اليهود في المدينة المنورة، ورهن درعه عند جاره اليهودي، ووقف بجنازة يهودي، ووصف القرآن أهل الكتاب بأنهم ليسوا سواء، كل هذه الإشارات الإيجابية جداً يتم تجاهلها ويتم تقديم نظريات وتحليلات وأسباب تم «اختراعها» لتبرير كراهية اليهود، وتم - بناء عليها - بناء آراء مليئة بالتشكيك والقلق منهم، بينما في الحقيقة هي تنبع من كراهية. يجب ألا يحبك الآخر حتى لا تكرهه أنت، لا يمكن أن تدعي أن دينك يأمرك باحترام أهل الكتاب دون أن تطبق ذلك بشكل عملي وملموس. ولكن التحدي هل يمكن أن تقوم حالة سلام مع الآخر دون أن تحقق ذلك السلام مع نفسك ومحيطك أولاً؟ هل نحن لدينا مشكلة كراهية وعنصرية ضد اليهود؟ سؤال يحتاج إلى إجابة صادقة وأمينة، وقد تكون بداية سلسلة من الأسئلة المحرجة التي لسنوات طويلة كان يتم الابتعاد عن مواجهتها والإجابة عنها.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع    

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشكلتنا مع المشروع الصهيوني لا مع اليهود مشكلتنا مع المشروع الصهيوني لا مع اليهود



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon