توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السلام مع إسرائيل!

  مصر اليوم -

السلام مع إسرائيل

بقلم - حسين شبكشي

عندما أقدم الرئيس المصري الراحل أنور السادات على زيارة إسرائيل وقبوله وحيداً، بعد رفض الدول العربية قبول دعوته للمشاركة في مباحثات السلام، بإجراء معاهدة سلام مع إسرائيل استعاد بموجبها كافة الأراضي المصرية التي احتلتها إسرائيل، كان هذا هو الاتفاق الأول من نوعه، وبعد سنوات من امتصاص الصدمة قام الأردن بعقد اتفاقية سلام مشابهة شكلت صدمة أخرى وإن كانت أقل حجماً من تلك التي سبقتها.

وبعد مرور سنوات عديدة على سلام مصر والأردن، وهما دولتان قد سبق لهما خوض الحرب ضد إسرائيل، فإن التطبيع الذي كانت تنشده إسرائيل لم يحصل قَطّ، بل فعلياً كل الذي حصل هو إنهاء حالة الحرب ووقف القتال.

حصل هذا بسبب عدم حصول أي حل جذري لتحقيق قيام الدولة الفلسطينية بعد مرور أكثر من 75 عاماً على النكبة والاحتلال الإسرائيلي.

السعودية محتفظة بموقفها المبدئي الواضح والصارم والمتمثل في أنه «لا تطبيع مع إسرائيل من دون دولة للفلسطينيين»، وقد أوضح ذلك مجدداً وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال مقابلة أخيرة أجراها معه الكاتب الأميركي الشهير فريد زكريا في حلقة ضمن برنامجه التلفزيوني المعروف على قناة «سي إن إن» خلال فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس على سفوح جبال الألب السويسرية، بتكرار نفس المبدأ السعودي، مما صدم المذيع وأجبره على إنهاء المقابلة شاكراً الوزير على صراحته وقوة إجابته.

واليوم الناخب الإسرائيلي تحكمه حكومة متطرفة جداً لا تعترف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، ويرأسها شخصية ملاحقة قضائياً بتهم الفساد، يقود جيشاً أشبه بميليشيا، متهماً أمام محكمة العدل الدولية بالإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.

هذا هو الخط العدائي الإجرامي الصريح الذي اختارته إسرائيل، اختارته وهي تدرك تماماً أن المحيط العربي لن «يطبع» معها ما دامت بقيت حقوق الفلسطينيين مسلوبة ولم تقم دولتهم المستقلة، وهي بذلك ترسل رسالة واضحة وصريحة ليست بحاجة لتفسير أو تأويل.

واقع الحال الفلسطيني اليوم ليس بجديد ولا بمفاجئ، بل هو التطور الطبيعي والمنتظر لمجموعة غير بسيطة أو عادية من المواقف والتصريحات الإسرائيلية التي كانت جميعها تهدف إلى إلغاء الوجود والهوية الفلسطينية وتجريدهم من إنسانيتهم بعد وصف فلسطين بأنها «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض»، ووصف الفلسطينيين بأنهم «حيوانات بشرية»، وأنه لا أمان لإسرائيل إلا بإخراج الفلسطينيين من كافة الأراضي من النهر إلى البحر.

واليوم مع استمرار إسرائيل في ممارسة إبادتها للفلسطينيين وتجاوز عدد من قتلتهم في غزة خمسة وثلاثين ألفاً، أكثر من سبعين في المائة منهم من الأطفال والنساء، والضوء الأخضر الممنوح لها من القوى الدولية بحجة الدفاع عن نفسها، لا يمكن للمتابع المنصف والعادل والموضوعي إلا أن يصل لقناعة أن هذا الأسلوب لن يحقق سلاماً ولا تطبيعاً، وقد يشعل ناراً انطفأت من قبل.

ولذلك تبقى التصريحات الرسمية التي يدلي بها كبار المسؤولين في الغرب عن «ضرورة وأهمية حل الدولتين» أشبه بالهواء الساخن الذي لا يعني شيئاً على أرض الواقع من دون آلية لإجبار إسرائيل على تطبيقه والإذعان له، وذلك بالقوة الجبرية، وغير ذلك هو عقاب بقفازات من حرير.

جملة مهمة قالها الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر في كتابه المهم «فلسطين: سلام وليس أبارتايد»، أنه لن يكون هناك سلام حقيقي لإسرائيل من دون إقامة دولة مستقلة للفلسطينيين، وهي مسألة يدركها المسؤولون في الغرب بعد تركهم لمناصبهم الرسمية، متأخراً جداً.

ويبقى الموقف السعودي قوياً ومبادئياً وعلى نفس الفكرة التي انطلقت منها مواقف السعودية فيما يخص القضية الفلسطينية عبر الزمن، وهذا موقف قيادي ومؤثر يُحسب للقيادة السعودية ودبلوماسيتها، ولا شك بذلك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلام مع إسرائيل السلام مع إسرائيل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon