توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كاتب مختلف وفكرة جريئة

  مصر اليوم -

كاتب مختلف وفكرة جريئة

بقلم: حسين شبكشي

هناك بعض الكتاب الذين من الممكن أن يتم وصفهم بالكبار والمختلفين، لأن لديهم القدرة والبصيرة أن يروا ما لا يراه الآخرون، وذلك بأسلوبهم العلمي في استقراء ما هو آت من مؤثرات وتأثيرات مختلفة.
كتاب عمالقة مثل ألفين طوفلر وجون ناسبيت. واليوم هناك كاتب لا يلقى القدر الكافي من الاهتمام والمتابعة إلا في دوائر النخبة، ولكنه حتماً بات اسمه في صدارة الكتاب المؤثرين في قراءة الأوضاع التقنية والطاقة والمناخ والاقتصاد. الكاتب الذي أعنيه هذا هو فاسلاف سميل، وهو كاتب كندي من أصول تشيكية، له أكثر من 40 مؤلفاً في غاية الأهمية، وهو بروفسور شرفي في جامعة ميناتوبا في كندا، وهو الكاتب المفضل لرجل الأعمال الأميركي الأشهر بيل غيتس، ووصفه بقوله لا يوجد كاتب آخر أتطلع لكتبه أكثر من فاسلاف سميل. وله مجموعة شديدة الأهمية المواضيع والعناوين التي تطرق إليها مثل «الطاقة والحضارة» و«الطاقة». وفي عام 2010 اختير من قبل مجلة «فورين بوليسي» الرصينة واحداً من أهم مائة مفكر في العالم. وآخر إصداراته اللافتة، الذي قامت جامعة «إم آي تي» العريقة بنشره هو كتاب «النمو»، إذ يثير الكاتب، وبشكل مبهرٍ، تعلق الجنس البشري بفكرة النمو، سواءً نمو الناتج القومي، أو نمو السكان، أو نمو المدن، أو نمو معدلات الخلايا السرطانية، أو معدلات نمو الأطفال، وغير ذلك من الأسئلة المتنوعة والمختلفة، لتأكيد هوس الناس، بشكل إرادي، وغير إرادي، بفكرة «النمو»، ثم يربط ذلك تاريخياً بنمو الحضارات والثقافات والإمبراطوريات، ويتحدى فاسلاف سميل الأسلوب التقليدي لقياس النمو، وبالتالي التوصل إلى أساليب أكثر فعالية لإدارة الموارد الطبيعية وتكوين اقتصادي أكثر مسؤولية.
الكتاب غير تقليدي في طرحه، وهو يقدم وجهة نظر جدلية هي أن النمو والهوس كان لهما آثار كارثية على البشرية. فالمطاردة المستمرة لتنمية الأصول الحيوانية كالأبقار والخرفان والدجاج، والاهتمام بزيادة ونمو أوزانها، أدى إلى زيادة الضغط على المياه والحبوب الغذائية لتحقيق هذا الهدف المنشود.
النمو مسألة من الطبيعي أن ينشدها الإنسان، ولكن السعي المحموم لإنجاز النمو المضاعف، بلا أي سقف مسؤول، ولا حدود أخلاقية، ويختم الكاتب فكرته باقتراح صادم، وهو أنه لأجل ضمان الاستمرار على حياة مستقرة على الكوكب يجب مغادرة فكرة أولوية «النمو»، أي التخلي عن هذا الطرح تماماً. الأفكار المختلفة مهما كانت صادمة أو مدهشة هي التي تحرك المياه الراكدة، وتدفع إلى التفكير وبدء مرحلة التغيير والتطوير. فاسلاف سميل ينضم إلى سلسلة مهمة من الكتاب «المختلفين» الذين لديهم قدرة التفكير بصورة بعيدة المدى والأثر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كاتب مختلف وفكرة جريئة كاتب مختلف وفكرة جريئة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon