توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جولة آسيوية مهمة

  مصر اليوم -

جولة آسيوية مهمة

بقلم - حسين شبكشي

انطلقت جولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الآسيوية التي من المتوقع أن تتضمن باكستان والهند والصين.
وهذه الجولة في غاية الأهمية، كما أن لها أبعاداً سياسية واقتصادية تشكل مستقبلاً ليس للقارة فحسب، ولكن للعالم بأسره. المحطة الأولى باكستان، تأتي زيارتها ضمن تكريس علاقة قوية مع دولة لها علاقة تاريخية مع السعودية، وبينهما تنسيق سياسي وعسكري وأمني. وباكستان تواجه تحديات تنموية واقتصادية هائلة، فهناك حكومة جديدة جاءت بطموح كبير لمواجهة نفوذ القبائل والعشائر في أقاليم باكستان، وهي أيضاً جزء مهم جداً من البرنامج الاستثماري «الحزام الواحد»، الذي أطلقته الصين وتدعمه السعودية، وباكستان تنظر إلى فرص النمو الاقتصادي الذي من الممكن أن تستفيد منها. وهي تقع جغرافياً بين الصين والهند اللذين يقودان اقتصاد آسيا، ومن أهم الدول الاقتصادية حول العالم.
السعودية لديها اهتمام استثماري في توسيع مصافي تكرير نفطها في دول محورية ذات كثافة سكانية حول العالم، عبر الاستثمار المباشر في شراء مصافٍ فيها، مثلما فعلت من قبل في الفلبين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأميركية واليابان، وذلك لتعزيز مكانة منتجاتها في الأسواق المتنامية.
الزيارة التالية ستكون للهند، وهي زيارة في منتهى الأهمية. فالعلاقات تقليدياً مع الهند كانت رسمية في أفضل حالاتها، إلا أنه اليوم ومع التوجه الجديد للسياسة السعودية لا يمكن أن تعامل الهند بالأسلوب القديم، فالهند اقتصاد قوي سيحقق هذا العام نسبة نمو تبلغ 7.3 في المائة، وهي الأعلى في العالم. فمن المتوقع أن يتجاوز الاقتصاد الهندي هذا العام الاقتصاد الألماني، ليصبح رابع أكبر اقتصاد في العالم، مع توقع أن تجتاز الهند الصين لتصبح أكبر دول العالم من ناحية تعداد السكان في غضون سنوات بسيطة.
والهند كونت مجموعة مهمة جداً من الشركات العملاقة مثل: «تاتا» و«ريلانيس» و«انفوسيس» و«باجاج» و«غودريدج» التي نجحت في الانتشار والتصدير حول العالم، بل وفي استحواذ شركات عملاقة، كما فعلت «تاتا» مع جاكوار ولاندروفر، وكما فعلت «ميتال للصلب» في استحواذها على أهم مصانع الحديد والصلب في القارة الأوروبية، أو كما فعلت مجموعة «هيندوجا» عندما استحوذت على زيوت «قلف». والهند التي بات اقتصادها أكبر من فرنسا وبريطانيا، ومع زيادة أهمية موقعها عالمياً ارتفعت المطالب بضرورة أن يكون لها مقعد دائم في مجلس الأمن، والهند تحولت إلى دولة عظمى ومؤثرة.
الملايين من مواطنيها في المهجر حول العالم، قصص نجاحهم تتواتر، والكثيرون منهم يقودون أهم الشركات الكبرى، وبالتالي تأتي هذه الزيارة التي جاءت نتاج دعوة ودية تلقاها الأمير محمد بن سلمان من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال لقائهما ضمن فعاليات قمة الأرجنتين الأخيرة في الأرجنتين، ورئيس الوزراء الهندي مودي، يوصف بأنه سياسي صديق لبيئة الأعمال، مما يعني أن البلدين مهيئان للعلاقة الاستراتيجية المتوقعة أن تعود بالفائدة المستدامة على البلدين. فكما للسعودية إمكانية الاستثمار والاستفادة من الفرص الاقتصادية بالهند، فالقطاع الخاص بالهند تواق للفرص الاستثمارية التي من الممكن أن تقدم له بالسعودية.
والمحطة الثالثة هي الصين، وهي لترسيخ ما تم بناؤه وتنفيذه، فالعلاقة الاقتصادية متنامية مع الصين، وهي من أهم المستثمرين في مدينة جازان الاقتصادية مع أرامكو، بالإضافة إلى مشاريع أخرى معروفة، ولذلك سيكون أحد أهم أحداث هذه الزيارة هو توسيع قاعدة الشراكة في أحجام المشاريع، وكذلك في نوعية القطاعات المستهدفة.
جولة الأمير محمد بن سلمان تكرس الحقبة الآسيوية في التوجه الخارجي للسياسة الاقتصادية السعودية، وهي تأتي نتاج واقعية سياسية وقراءة للتغيرات الحاصلة في أسواق العالم.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جولة آسيوية مهمة جولة آسيوية مهمة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon