توقيت القاهرة المحلي 07:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بياريتز وقمة السبع

  مصر اليوم -

بياريتز وقمة السبع

بقلم: حسين شبكشي

انطلقت في مدينة بياريتز الفرنسية المطلة على المحيط الأطلسي قمة دول السبع، وهي القمة التي تجمع دول التحالف المنبثقة من تكتل حلفاء حلف الأطلسي، وتم ضم روسيا إليه بصورة «مفاجئة»، وبعد عقوبات اقتصادية عليها تم «إخراجها» وعدم دعوتها مجدداً، والآن هناك دعوة وإصرار من الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدعوتها مجدداً، باعتبارها أحد الدول الاقتصادية (وهذا غير دقيق فالاقتصاد الروسي أصغر من اقتصاد إيطاليا)، ولكنه تجاوز عنصري بحق الصين والهند اللذين يشكلان قوتين اقتصاديتين تتجاوزانه.
قمة السبع بضم روسيا تريد أن تتحول إلى نادي الرجل الأبيض (باستثناء اليابان) على ما يبدو. هناك خلافات كبيرة بين الدول الأعضاء في التعامل مع تحديات الحرب التجارية الحاصلة بين الولايات المتحدة والصين، فأميركا تطلب موقفاً صلباً من الأعضاء الآخرين ضد الصين، والأعضاء لديهم حساباتهم الاقتصادية والاستثمارية الخاصة مع المارد الأصفر التنين الصيني، ولذلك يوجه الرئيس الفرنسي بصفته زعيم الدولة المستضيفة الأنظار باتجاه أزمة مناخية بامتياز، وهي حرائق غابات الأمازون الكبرى بالبرازيل، واتهامه الصريح للرئيس البرازيلي بالتقصير، ودعوته المجتمع الدولي «بالتدخل» لإنقاذ رئة العالم التي توفر 22 في المائة من احتياج كوكب الأرض من مادة الأوكسجين.
ولخطورة كلام الرئيس الفرنسي اعتبره الرئيس البرازيلي نوعاً من «الاستعمار الجديد» وتدخلاً صريحاً في «الشأن الداخلي» للدول الأخرى. ولكن حرائق الأمازون أمر خطير للغاية، ولقد أشار العلماء إلى أن ما خرج من ثاني أكسيد الكربون نتاج الحرائق في الأسابيع القليلة الماضية هو أكثر من نتاج 140 عاماً من الإخراج الطبيعي للكربون.
ويراقب العالم بحذر ما الذي سيقدم عليه المجتمع الدولي «المصغر» بحق الضرر الحاصل من البرازيل؟ وهل سيتم «التدخل» ضدها كما حصل مع «نوريغا» عندما أغلق قناة بنما وهدد أمن التجارة الدولية؟ فقضية المناخ العالمي منقسمة بين رأيين لمدة الخمسين عاماً الماضية. رأي يعتبر ما حصل هو دورة مناخ طبيعية تحصل كل آلاف السنين، حيث تتجمد الكرة الأرضية ثم تعود فتزداد الحرارة عليها ويذوب الجليد، كما هو حاصل الآن. ورأى آخر، يقول إن ما يحصل الآن هو بسبب العنصر البشري وزيادة استهلاك الغازات وانبعاثها إلى السماء، مما أثر على طبقات الغلاف الجوي، وأدى إلى زيادة حرارة الكوكب وذوبان الجليد كما هو حاصل.
هناك قلق متوقع وطبيعي لدى الدول المنتجة للنفط والبلاستيك خوفاً من أن توجه إليها سهام الاتهام بالمساعدة على تلوث كوكب الأرض، وبالتالي التعرض لغرامات وضرائب وعقوبات، وكذلك هناك قلق مستحق لدى دول صناعية كبرى مثل الصين والهند وإندونيسيا بأن يكونوا في قلب قفص الاتهام لتلويث كوكب الأرض عبر إنتاج الغازات في الجو عن طريق التوسع الصناعي غير المسؤول، واستخدام الطاقة «القذرة» كالفحم والبنزين والديزل. من غير المتوقع أن تنضم روسيا لقمة «السبع» على رغم مطالبة الرئيس الأميركي بذلك، وكذلك لن يكون البيان الختامي «حدثاً» مهماً يعتد به، ولكن التصريحات التي صدرت من ترمب ومن ماكرون هي مقدمة مهمة لتوقع ما هو آتٍ.
أزمة المناخ هي سلاح اقتصادي يتم إعداده أوروبياً ليتم تبنيه لحقبة ما بعد ترمب، وروسيا ليتم التحضير لدعوتها لفترة ما بعد بوتين. قراءة استباقية لما يمكن توقعه من هذا النادي النخبوي الصغير في عدده ولكن الكبير في نفوذه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بياريتز وقمة السبع بياريتز وقمة السبع



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon