توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فرص في الفوضى!

  مصر اليوم -

فرص في الفوضى

بقلم: حسين شبكشي

الصراع محتدم في إيران والعراق ولبنان بين السلطة الحاكمة في كل منها والشعب الثائر ضدها في الشارع. السلطة الحاكمة متمثلة في ساستها، ولكنّ هناك تأثيراً لا يمكن إغفاله ولا إنكاره من قِبل رجال الدين. خطبة الجمعة وعظة الأحد تؤثران بشكل عظيم في الشارع. المرجعية الدينية في العراق متمثلةً في السيستاني، يترقب الشارع توجهها في كل خطبة جمعة بعد سماع الخطبة التي يلقيها وكيل السيستاني وتكون فيها الملاحظات العريضة لآراء المرجعية، وهي لها الوقع الأهم في الشارع السياسي بشقيه التنفيذي والشعبي. وفي هذا السياق لا يمكن إغفال دور رجل الدين الآخر مقتدى الصدر، الذي يحرّك الشارع بكلمة ويهدد الحكومة بأخرى. وفي لبنان لا يزال حسن نصر الله زعيم تنظيم «حزب الله» الإرهابي «يتحكم» في تشكيل القوى السياسية الحاكمة في البلد، ولا يمكن إغفال ما حدث من ردة فعل مهمة ولافتة بعد عظة المطران عودة، رمز الروم الأرثوذوكس في بيروت، الذي وجّه أصابع الاتهام إلى جبران باسيل و«حزب الله» وألقى باللائمة عليهما فيما وصلت إليه أحوال البلاد بشكل صريح لم يجرؤ عليه أي سياسي من قبل. وكان لقاء المرشح لمنصب رئيس الوزراء سمير الخطيب، مع مفتي الجمهورية اللبنانية في دار الفتوى بمثابة الضربة القاضية لترشحه بعد أن أعلنت الدار تأييدها لسعد الحريري.
وفي إيران، المشهد «كله» يتحكم فيه رجال الدين، وبالتالي يقتل مشروع المطالب الديمقراطية والدولة المدنية بالتدخل الفجّ لرجل الدين وتأجيج الشارع بشكل ديني ومذهبي وطائفي، وهذا بطبيعة الحال قنبلة موقوتة متى ما انفجرت ستطال شظاياها الجميع. هناك من يستغل «الفراغ» الحاصل ويتأهب الفرصة. المجتمع الغربي عموماً والولايات المتحدة تحديداً التزمت الحد الأدنى من التصريحات ولم «تفرد عضلاتها» كما في السابق، مع أن الحراك شعبي والضحايا في ازدياد، ولكنّ هناك تردداً بأميركا في الانغماس مجدداً في وحل السياسات الشرق أوسطية. هذا الفراغ يتابعه الروس باهتمام شديد ويعدّون العدة لانتهاز الفرصة واستغلالها بشكل مثالي. بالنسبة إلى الروس هي لحظة إعادة الحق المسلوب الذي أُخذ منهم عنوة. هم لم ينسوا السياسي الداهية هنري كيسنجر منذ 35 عاماً، عندما أخرج مصر من دائرة النفوذ السوفياتي، ولم ينسوا أيضاً ما حصل في عام 2003 عندما غزت أميركا العراق لتخسره روسيا، وبعد ذلك ما حصل عام 2011 في ليبيا ودخول «الناتو» وخروج روسيا منها، ولذلك كان القرار الروسي أن هذه «الخسائر» سيتم وقفها تماماً في عام 2014 في سوريا، وسيعودون بقوة للشرق الأوسط. تدخل الروس «عسكرياً» وبقوة وناصروا حليفهم الأسد، ويعرضون من خلال ثقل وجودهم أن يكونوا الشريك الأساسي في التسليح بتسويق مضادات الصواريخ المتطورة من S - 400 وغيرها، وكذلك الدبابات والطائرات المقاتلة، أو الشريك الاقتصادي في النفط والغاز، أو الوسيط الدبلوماسي كما كان يفعل هنري كيسنجر ذات يوم، وذلك لقناعتهم بأن لديهم توازناً في العلاقات بين جميع الأطراف المتصارعة في المنطقة.
سترتفع حدة الصوت الروسي والحراك الروسي في الفترة القصيرة المقبلة، لأنه يخدم الفوضى الحاصلة في الشرق الأوسط. الدولة المدنية لا دور لرجل الدين فيها، كما علّمنا التاريخ، وبالتالي إذا استمر الوضع الفوضوي فهي فرصة للروس الذين لا يؤمنون بالديمقراطية ولا المدنية، مع عدم إغفال هشاشة الاقتصاد الروسي، والذي سيبقي العلاقة مع دول المنطقة محدودة في إطار عسكري وفي مجال الطاقة على أفضل تقدير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرص في الفوضى فرص في الفوضى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon