بقلم - حسين شبكشي
أي مراقب موضوعي لأحداث العالم العربي سيعلق وبكل صدق بأن المنطقة فريدة من نوعها في أحداثها، وعجيبة في تبريرات هذه الأحداث، ولا يوجد شيء يقدم تبريرات وتفسيرات في المواقف وتناقضات في السياسات مثل نظام الانقلاب في قطر. وفي آخر المواقف الكاريكاتورية لنظام الانقلاب في قطر ظهرت الرسائل المتناقضة مجدداً والنفاق والزيف السياسي المتبع، فهذا النظام الذي يقدم إعلاماً يدعم «المقاومة» و«الممانعة» يدعو إلى زيارة الدوحة أحد أبرز أبواق مناصرة إسرائيل في الولايات المتحدة الأميركية ومن رموز الخطاب الصهيوني المتطرف، وهو المحامي الحقوقي آلان ديرشوفيتس، المعروف بآرائه العدائية جداً بحق الإسلام والعرب ولا يعترف البتة بحق الفلسطينيين في دولة لهم. وله إصدار شهير صدر في عام 2003 في كتاب بعنوان «قضية إسرائيل» يدافع فيه بشراسة وقوة عن الحق التاريخي والأدبي والديني في البناء على أرض الميعاد ولا حق لأي «دخلاء» آخرين. كما له إصدار آخر اسمه «تدريب الإرهاب» يتهم فيه الحكومات الأوروبية بأنها بتأييدها لحق الفلسطينيين في الأرض، فإنها أسهمت في نشر الإرهاب الأصولي حول العالم. هذا غير كثير من المقالات والندوات التي بث فيها ديرشوفيتس آراءه الحادة العدائية ضد العرب والمسلمين وحق الفلسطينيين في دولة لهم.
آلان ديرشوفيتس محامٍ من خريجي جامعة هارفارد وكلية الحقوق العريقة فيها، يعرف بأنه محامٍ ليبرالي يساري مناصر لحقوق الأقليات، ولكنه في الشأن الإسرائيلي فهو إلى أقصى اليمين من تيار بنيامين نتنياهو، إذ يتناسى كل حقوق الأقليات في ظل الاحتلال الإسرائيلي، لأنه لا يرى سوى المشروع الصهيوني العتيد.
هذا الرجل وصل إلى الدوحة ليقول إن «قطر تشبه إسرائيل؛ فكلتاهما محاصرة من الأعداء أنفسهم»، وإنه سوف يبذل قصارى جهده لنشر «الحقائق عن قطر التي تعتبر أعظم صديق لإسرائيل في المنطقة». ويجيء هذا التصريح والزيارة بعد جولات مكوكية ومباحثات هائلة حصلت من قبل وفد قطري رفيع المستوى مع مجاميع مؤسسات الفكر الصهيوني وقنوات الضغط اليهودية في الولايات المتحدة الأميركية لنشر فكرة أن قطر هي الحليف الأقوى لإسرائيل في المنطقة، وهي التسريبات التي أوردتها مواقع إخبارية مختلفة محسوبة على تلك المراكز المعروفة.
نظام الانقلاب في قطر فقد الحس الأخلاقي والحد الأدنى لاحترام النفس السياسي، ولم يعد يحسب خط الرجعة لأي شيء لأنه باع كل شيء بأبخس الأثمان.
لقد احتار الناس في هذا النظام وسوءاته في مواقفه التي لا حدود لها ولا قاع.
نقلا عن الشرق الاوسط