توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اتفاق العلا والحفاظ على الكيان

  مصر اليوم -

اتفاق العلا والحفاظ على الكيان

بقلم: حسين شبكشي

لا تزال الأخبار الإيجابية تتوالى تباعاً، بعد اللقاء التاريخي لاجتماع الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي في مدينة العلا بالمملكة العربية السعودية منذ أيام قليلة مضت.
وهذا اللقاء الذي وصف بأنَّه قمة المصالحة بين بعض الدول الأعضاء (تضاف إليهم جمهورية مصر العربية) مع قطر، والذي تم فيه «طي صفحة الخلافات بين كل الدول المعنية»، بحسب تصريح وزير الخارجية السعودي، الذي جاء في سياق حديثه خلال المؤتمر الصحافي المنعقد بعد تمام فعاليات القمة. لن أخوض في تفاصيل شروط المصالحة، لأنَّ التفاصيل نفسها تعلمها الأطراف المعنية فقط، والخوض فيها بات من الماضي الذي طوت هذه القمة صفحاته، ودخل الجميع في مرحلة إعادة بناء الثقة وهي مسألة مطلوبة. ولعل المسألة الأهم في إنجاز المصالحة التاريخية، هي أنها جاءت من خلال كيان مؤسسي وأبقتها داخله، وفي ذلك إشارة رمزية شديدة الأهمية ولا يمكن إغفالها أبداً. الحفاظ على بقاء واستمرارية كيان مجلس التعاون الخليجي كجسد وهيئة تشريعية تضامنية تنسيقية، هذا كان أحد أهم أهداف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
وفي قمة الأزمات التي مرَّ بها مجلس التعاون الخليجي (الأزمة الأخيرة وما كان قبلها) كانت هناك قناعة من القيادات بدعم اللجان المنبثقة عن المجلس والتنسيق البيني بينهم في مختلف المسائل الأمنية والتجارية والمالية والاقتصادية والرياضية والثقافية وغيرها، وهي المسألة التي ظهرت بشكل ملموس مؤخراً خلال بدايات انتشار جائحة «كوفيد - 19»، وتبادل المعلومات الأولية والتنسيق البيني من خلال وزارات الصحة للدول الأعضاء.
ويأتي هذا الحرص الشديد جداً على بقاء ودعم واستقرار المجلس في ظل تهاوي كثير من المجالس والهيئات الأخرى التي انتهت فعلياً، أو انعدمت فاعليتها عملياً بشكل أو بآخر، ولعل أشهر هذه النماذج هو الاتحاد المغاربي على سبيل المثال طبعاً لا الحصر. واليوم ومجلس التعاون الخليجي يدخل العقد الخامس من عمره منذ تأسيسه، وبعد رحيل كل القادة المؤسسين له، يواجه واقعاً مختلفاً عن وقت تأسيسه، واقعاً ديموغرافياً متطوراً، وتحديات تنموية في غاية الأهمية ومستقبلاً اقتصادية يتطلب الاستعداد لمواجهة أسئلة صعبة، لأجل كل ذلك تأتي المصالحة في توقيت مهم، لأنَّ المرحلة المقبلة ستطلب رفع مستوى التنسيق بين الدول الأعضاء منعاً لتكرار المشاريع وتكرار الأفكار، الذي ينتج عنه ويتسبب في هدر في المال والوقت والجهد والأفكار، وهناك كثير من الأمثلة الحاضرة التي تؤكد ذلك من دون شك.
التحديات الاقتصادية في منتهى الجدية والمطالب التنموية هائلة، ولكن ما يطمئن أن الإمكانات موجودة. بقيت الثقة التي عادت والتنسيق الذي ينتظره الكل، وأن يتم التركيز والاستثمار في تقوية العمل المؤسساتي من داخل كيان المجلس، حتى يبقى سداً منيعاً وحصناً حصيناً لأي أزمات مستقبلية قد تأتي مستقبلاً لأي سبب كان من الأسباب. الاستثمار البيني مغرٍ جداً، وقد تم إنجاز كثير من التشريعات المهمة المحفزة على ذلك، ولكن يظل الطموح الشعبي والاستثماري أكبر من ذلك بكثير.
كل الأمل أن يقود مجلس التعاون الخليجي بين دوله الأعضاء مسيرة الحراك التشريعي التحفيزي في قطاعات التنمية والاستثمار والسياسات المالية، حتى تتم الاستفادة القصوى من الزخم الإيجابي المؤثر الذي نتج عن اتفاق العلا التاريخي بأفضل صورة ممكنة. اتفاق العلا دخل التاريخ، لأنَّه كان اتفاق مصالحة وبه تمَّ طي صفحات من الخلاف العميق والمؤلم، ولكن من إنجازاته المهمة هو حفاظه على إخراج الحلول من داخل البيت الذي أسسه أصحابه أنفسهم، وهذه مسألة من الممكن البناء عليها كثيراً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتفاق العلا والحفاظ على الكيان اتفاق العلا والحفاظ على الكيان



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon