توقيت القاهرة المحلي 14:58:48 آخر تحديث
الاثنين 13 كانون الثاني / يناير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

«الرغي» و«الرغي» الآخر!

  مصر اليوم -

«الرغي» و«الرغي» الآخر

بقلم - حسين شبكشي

كنت في جلسة عصف ذهني طويلة، لمدة ثلاثة أيام، منذ أكثر من خمسة عشر عاماً جمعتني فيها المناسبة مع ساسة وإعلاميين وصناع رأي عام من العالم العربي والولايات المتحدة الأميركية، وفي أحد التمارين الافتراضية التي أجراها مدير الحوار تمت صياغة خبر افتراضي «مثير وخطير» ذي نكهة شرق أوسطية بامتياز، واختير لصياغة الخبر مراسل من قناة «الجزيرة» وآخر من قناة «فوكس» الأميركية باعتبارهما أكثر قناتين لهما الأسلوب المبالغ فيه في المصطلحات التحريرية المستخدمة في الصياغة الخبرية. ولم أكن متفاجئا وقتها، فقناة «الجزيرة» اعتمدت أسلوباً رخيصاً وغير متناسق في تغطيتها الخبرية، ومع الأيام تبين للجميع أنها مجرد «أداة» في مشروع نظام الانقلاب في قطر، الذي سخّر شاشة القناة لنشر الفكر التكفيري المتشدد، وترسيخ فكر جماعة الإخوان المسلمين، عبر تسليط الضوء على آراء الشيخ المثير للجدل يوسف القرضاوي، ومنحه منبراً أسبوعياً بعنوان مثير، وهو «الشريعة والحياة»، يدلي برأيه في كل صغيرة وكل كبيرة، من كفارة مفطر رمضان إلى الخروج على الحاكم، وهو الذي كرس فكرة «الوقاحة العدائية» على شاشة التلفزيون، فأصبحنا نرى ملاكمة وصراعاً بالأيدي، وقلب الطاولة، ورمياً بالحذاء، وقذفا بكوب الماء، وأسوأ أنواع السباب واللعن... كل ذلك تحت مسمى «الاتجاه المعاكس»، وبكل هدوء يطلقون عليه توصيفا وهو برنامج حواري سياسي، فيصبح هذا هو القالب المسموح به أن يكون مقبولاً وسائداً لدى العامة، وأصبحت لغة «الشوارع» هي لغة الشاشة.
أيضاً لم يعد غريباً أن نرى مصطلحات «جدلية» يحددها مالك المحطة القطرية، فهم وحدهم يحددون من هم «الشهداء» ومن هم «القتلى» ومن هم «الموتى» ومن هم «الثوار» ومن هم «الإرهابيون». والتقرير الإخباري الذي من المفروض أن يأخذ دقيقتين إلى ثلاث دقائق كحد أقصى من الوقت بات يأخذ إلى حد سبع دقائق ونصف من الوقت في بعض الأخبار «المثيرة»، التي يرغب نظام الانقلاب في قطر لتوظيفها لصالح أهدافه السياسية ومشروعه المستمر في المنطقة.
وفي بحث إعلامي لافت وضح في نتيجته أن التغطية الإخبارية السلبية عن جمهورية مصر العربية مثلاً في قناة «الجزيرة» هي خمسة أضعاف ما يتم تناوله عن إسرائيل نفسها، ولا أبالغ إذا قلت إنه لو تمكنت قناة «الجزيرة» أن تحمل الرئيس المصري مسؤولية ظاهرة الاحتباس الحراري في العالم لفعلت ذلك، وربما تكون هي تعمل على ذلك الآن.
قناة «الجزيرة» البوق الإعلامي لنظام الانقلاب في قطر تحولت إلى أشبه بمجلة فضائحية رخيصة، وهي باتت تقدم أسوأ إعلام بامتياز، بعيداً عن أي مصداقية. ونسبة المشاهدة الآخذة في الانهيار ومعدلات المصداقية المتدنية في أكثر من استطلاع للرأي لهو أكبر دليل على أن ما تقدمه تلك القناة ليس بإعلام ولا أخبار ولا رأي.
على ما يبدو أن قناة «الجزيرة» ستسجل اسمها في سجلات التاريخ بامتياز مع شخصيات فريدة من أمثال مسيلمة الكذاب، وجوبلز، وحسن نصر الله... فهنيئاً لهم.
في زمن باتت ظاهرة الأخبار المزيفة حالة عامة يحق لـ«الجزيرة» أن تفتخر بأنها كانت الرائدة والمبادرة في هذا النهج. في هذه المسألة لهم الأسبقية فعلاً.

 

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الرغي» و«الرغي» الآخر «الرغي» و«الرغي» الآخر



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 04:59 2018 الخميس ,01 آذار/ مارس

العثور على جثة طالب جامعي في رأس البر

GMT 06:55 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

بيانكا بالتي تبرز في فستان شفاف كشف عن مفاتنها

GMT 01:26 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ظروف القيادة الشتوية تتطلب زيادة مسافة الأمان 3 أضعاف

GMT 02:32 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

خطوة واحدة ويحصل فضل شاكر على البراءة

GMT 08:36 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

إغلاق طريق الساحل الشمالي بسبب انعدام الرؤية

GMT 16:56 2015 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"ناقلات" تمثل الصناعة البحرية في معرض "غازتك" في سنغافورة

GMT 08:01 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

حالة الطقس اليوم الخميس 9/11/2017 في مصر والدول العربية

GMT 23:00 2024 الخميس ,04 إبريل / نيسان

7 لاعبين يتغيبون من الأهلي عن مباراة سيمبا

GMT 11:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

موديلات حقائب راقية تناسب هذا الموسم.

GMT 07:50 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

حادث تحطم عنيف لأغلى سيارات فيراري على الطريق
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon