توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الرغي» و«الرغي» الآخر!

  مصر اليوم -

«الرغي» و«الرغي» الآخر

بقلم - حسين شبكشي

كنت في جلسة عصف ذهني طويلة، لمدة ثلاثة أيام، منذ أكثر من خمسة عشر عاماً جمعتني فيها المناسبة مع ساسة وإعلاميين وصناع رأي عام من العالم العربي والولايات المتحدة الأميركية، وفي أحد التمارين الافتراضية التي أجراها مدير الحوار تمت صياغة خبر افتراضي «مثير وخطير» ذي نكهة شرق أوسطية بامتياز، واختير لصياغة الخبر مراسل من قناة «الجزيرة» وآخر من قناة «فوكس» الأميركية باعتبارهما أكثر قناتين لهما الأسلوب المبالغ فيه في المصطلحات التحريرية المستخدمة في الصياغة الخبرية. ولم أكن متفاجئا وقتها، فقناة «الجزيرة» اعتمدت أسلوباً رخيصاً وغير متناسق في تغطيتها الخبرية، ومع الأيام تبين للجميع أنها مجرد «أداة» في مشروع نظام الانقلاب في قطر، الذي سخّر شاشة القناة لنشر الفكر التكفيري المتشدد، وترسيخ فكر جماعة الإخوان المسلمين، عبر تسليط الضوء على آراء الشيخ المثير للجدل يوسف القرضاوي، ومنحه منبراً أسبوعياً بعنوان مثير، وهو «الشريعة والحياة»، يدلي برأيه في كل صغيرة وكل كبيرة، من كفارة مفطر رمضان إلى الخروج على الحاكم، وهو الذي كرس فكرة «الوقاحة العدائية» على شاشة التلفزيون، فأصبحنا نرى ملاكمة وصراعاً بالأيدي، وقلب الطاولة، ورمياً بالحذاء، وقذفا بكوب الماء، وأسوأ أنواع السباب واللعن... كل ذلك تحت مسمى «الاتجاه المعاكس»، وبكل هدوء يطلقون عليه توصيفا وهو برنامج حواري سياسي، فيصبح هذا هو القالب المسموح به أن يكون مقبولاً وسائداً لدى العامة، وأصبحت لغة «الشوارع» هي لغة الشاشة.
أيضاً لم يعد غريباً أن نرى مصطلحات «جدلية» يحددها مالك المحطة القطرية، فهم وحدهم يحددون من هم «الشهداء» ومن هم «القتلى» ومن هم «الموتى» ومن هم «الثوار» ومن هم «الإرهابيون». والتقرير الإخباري الذي من المفروض أن يأخذ دقيقتين إلى ثلاث دقائق كحد أقصى من الوقت بات يأخذ إلى حد سبع دقائق ونصف من الوقت في بعض الأخبار «المثيرة»، التي يرغب نظام الانقلاب في قطر لتوظيفها لصالح أهدافه السياسية ومشروعه المستمر في المنطقة.
وفي بحث إعلامي لافت وضح في نتيجته أن التغطية الإخبارية السلبية عن جمهورية مصر العربية مثلاً في قناة «الجزيرة» هي خمسة أضعاف ما يتم تناوله عن إسرائيل نفسها، ولا أبالغ إذا قلت إنه لو تمكنت قناة «الجزيرة» أن تحمل الرئيس المصري مسؤولية ظاهرة الاحتباس الحراري في العالم لفعلت ذلك، وربما تكون هي تعمل على ذلك الآن.
قناة «الجزيرة» البوق الإعلامي لنظام الانقلاب في قطر تحولت إلى أشبه بمجلة فضائحية رخيصة، وهي باتت تقدم أسوأ إعلام بامتياز، بعيداً عن أي مصداقية. ونسبة المشاهدة الآخذة في الانهيار ومعدلات المصداقية المتدنية في أكثر من استطلاع للرأي لهو أكبر دليل على أن ما تقدمه تلك القناة ليس بإعلام ولا أخبار ولا رأي.
على ما يبدو أن قناة «الجزيرة» ستسجل اسمها في سجلات التاريخ بامتياز مع شخصيات فريدة من أمثال مسيلمة الكذاب، وجوبلز، وحسن نصر الله... فهنيئاً لهم.
في زمن باتت ظاهرة الأخبار المزيفة حالة عامة يحق لـ«الجزيرة» أن تفتخر بأنها كانت الرائدة والمبادرة في هذا النهج. في هذه المسألة لهم الأسبقية فعلاً.

 

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الرغي» و«الرغي» الآخر «الرغي» و«الرغي» الآخر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon