توقيت القاهرة المحلي 17:30:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاقتصاد العالمي من السبع أخوات إلى التقنية الكبرى

  مصر اليوم -

الاقتصاد العالمي من السبع أخوات إلى التقنية الكبرى

بقلم - حسين شبكشي

كانت حقبة السبعينات الميلادية من القرن الماضي فترة مثيرة جداً على أصعدة كثيرة للغاية، وخصوصاً على الصعيد الاقتصادي. كانت الهيمنة الكبرى والأكثر تأثيراً على الاقتصاد العالمي من نصيب قطاع النفط، وكان الحديث لا يتوقف عن قوة وتأثير الدول المنتجة له، وكذلك الأمر بالنسبة لأهمية شركات النفط ونمو تأثيرها وزيادة قوتها. وأطلق مسمى «السبع أخوات» لوصف أقوى شركات النفط وقتها: «أكسون، وغلف، وموبيل، وتكساكو، وسوكال، وبريتيش بتروليوم ورويال داتش شل». وهذا الوضع تم تلخيصه بشكل مدهش ومثير في أحد أهم الكتب الأكثر مبيعاً وقتها للمؤلف البريطاني أنثوني سيمبسون الذي حمل عنواناً أصبح توصيفاً ومضرباً للمثل وهو «الأخوات السبع: كبرى شركات النفط والعالم الذي شكلوه».

تطرق فيه المؤلف البريطاني وقتها إلى قوة ونفوذ تلك الشركات العملاقة وتأثيرها على القرارات السياسية والتشريعات النيابية وكيف تحولت إلى أهم قوى الضغط المؤثرة في أروقة الدبلوماسية والسياسة.

ولخص فيها أنثوني سيمبسون وجهة نظره بقوله إن شركات النفط أصبح لديها من التأثير الكبير ما هو عابر للحدود والأسواق وتحولت إلى صانع للسياسات بشكل غير مباشر وأحياناً بشكل مباشر.

واليوم يعيش العالم حقبة أخرى مهمة جداً ولا تقل إثارة عن قوة وتأثير نوعية جديدة من الشركات الكبرى يطلق عليها مسمى «التقنية الكبرى» وهذه الشركات هي: غوغل، وآبل، وأمازون، ومايكروسوفت، وميتا (المالكة لفيسبوك وإنستغرام وواتساب)، وإكس (شركة إيلون ماسك التي تملك تسلا وتويتر وسبيس إكس).

ويقدر الخبراء الماليون أن قيمة هذه الشركات مجتمعة تتجاوز الـ9 تريليونات دولار أميركي مع تأكيد أن قيمتها وتأثيرها غير المالي يتجاوز ذلك بكثير.

فهذه الشركات هي التي شكلت الاقتصاد الرقمي الجديد الذي يعيشه العالم اليوم. «غوغل» تمكنت وحدها من صناعة مفهوم البحث الرقمي وأصبحت الأداة المعرفية الأولى لعامة الناس مع عدم إغفال قوتها في البريد الإلكتروني والخرائط والتوجيه الإلكتروني، وشركة آبل التي أوجدت مفهوم الهاتف الذكي والترفيه الجديد وأصبحت إحدى أهم الشركات تأثيراً في العالم... «أمازون» هي الأخرى أعادت تعريف التسوق بمفهومه الذي اعتاد عليه الناس لقرون من الزمن، وجعلت السلع عابرة للزمن والقارات في لمح البصر. «مايكروسوفت» تمكنت من إنشاء البرمجة الميسرة التي مكنت العالم رقمياً وسمحت للكل بأن يشارك في التغيير الحاصل والاستفادة منه. «ميتا» كانت هي قلب ثورة التواصل الاجتماعي بمواقعها المؤثرة والمهمة وأوجدت مفهوماً جديداً لمعنى العلاقات والإعجاب والأخبار، آثارها مستمرة في التأثير على المجتمعات بشكل هائل. وشركة إكس غيرت مفهوم السيارات وعلاقتها بالطاقة وتسعى لوضع بصمتها في الفضاء بشكل تجاري غير مسبوق.

والتأثير المتنامي لهذه الشركات أصبح مصدراً للخوف والقلق لدى عدد غير بسيط من الساسة والمشرعين في الدول الغربية. وخصوصاً فيما يتعلق الأمر بالأخبار الكاذبة والموجهة وإمكانية استغلال الدول «غير الصديقة» لثغرات يمكنها من خلالها التأثير على المجتمع والانتخابات بمختلف أشكالها.
وهذا تماماً هو السبب الذي جعل الغرب ينتفض لأخذ مواقف استباقية حازمة ضد عملاقي التقنية الصينيين «تيك توك» و«هواوي» لأنه يدرك خطورة التأثير والقوة المتوقعة لهما إذا ما أتيحت لهما الفرصة.

وطبعاً هناك موضوع آخر تتضح فيه قوة وتأثير تلك الشركات أو «التقنية الكبرى» وهي قدرتها على الهروب من الالتزام بالسداد الضريبي، وهي مسألة لا يراها المشرعون سوى هروب ضريبي لا يتناسب أبداً مع مقدوراتها المالية وأرباحها القياسية.

والآن ومع إعلان شركات التقنية الكبرى دخولها الجاد في مجال الذكاء الاصطناعي ازداد الحديث عن الآثار المتوقعة لذلك على سوق العمل والبطالة والمجتمع وضرورة التعامل مع ذلك بأنه تحد يهدد السلم الاجتماعي العالمي. مرحلة جديدة، وإن كانت غير مسبوقة، من تأثير الشركات الكبرى سيراقبها العالم بحذر كبير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاقتصاد العالمي من السبع أخوات إلى التقنية الكبرى الاقتصاد العالمي من السبع أخوات إلى التقنية الكبرى



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 14:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
  مصر اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

GMT 05:00 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

تفريغ 964 طن حديد في ميناء غرب بورسعيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon