توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اللهم بلغنا نوفمبر!

  مصر اليوم -

اللهم بلغنا نوفمبر

بقلم - حسين شبكشي

هناك حالة ترقب مستحقة للشهر الحادي عشر من العام الحالي، لأن نوفمبر (تشرين الثاني)، وبحسب كثير من الآراء الخبيرة، يتوقع أن يكون شهراً حافلاً بالأحداث والتطورات المهمة والمؤثرة. العالم الذي ودع العولمة التي كانت وسيلة فعالة لإنجاح التجارة والاستثمار البيني لدول العالم، محققة الآلاف من الفرص الوظيفية، ومن ثم الرخاء للملايين من الناس حول العالم، وأنجزت معدلات نمو اقتصادي محترمة بمعدلات متدنية من الفائدة والتضخم، كان عكس الحالة التي صار عليها اليوم، خصوصاً بدخوله مرحلة «stagflation»، وهو مصطلح اقتصادي لا يستخدم كثيراً، ويعني التضخم المصاحب لحالة من الركود الاقتصادي الحاد، وهذا يعني عملياً أن العالم مقبل على ارتفاع نوعي وحاد للغاية في تكلفة السلع والخدمات، وسيبقى هذا الحال قائماً لفترة غير بسيطة من الزمن.
ومع الاستعداد لاستقبال شهر نوفمبر، يترقب العالم تطوراً حاسماً لحالة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث تشير التقارير العسكرية والمعلومات الاستخباراتية إلى كون الحرب قد دخلت مرحلة حسم مؤكد، لأن تكلفة الحرب باتت باهظة للغاية على كل الأطراف، سواء أكان الطرف الروسي مرحباً، أو أوكرانيا والمعسكر الغربي الداعم لها، وأصبحت عبئاً على الساسة ويهدد دعمهم من الشارع السياسي نفسه. وشهر نوفمبر قد يشهد خروج رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس من منصبها بعد الإخفاقات المتكررة التي لازمتها منذ تسلمها المنصب في ظل الاتفاق من قادة الحزب على منحها مهلة شهر لإظهار تحسن في الأداء والنتائج، وإن كان ذلك مستبعداً، خصوصاً بعد وصف بدايات عهدها بأنها الأسوأ في تاريخ رؤساء وزراء بريطانيا.
وفي نوفمبر ستتجه أنظار العالم إلى إندونيسيا التي ستستضيف النسخة الجديدة من قمة دول العشرين التي سيحضرها، بحسب ما هو متوقع، قادة الولايات المتحدة والصين وروسيا في ظل الملفات الساخنة جداً التي تعقد علاقات هذه الدول بعضها ببعض، ما يؤثر بطبيعة الحال على المناخ السياسي والاقتصادي في العالم.
هذه القمة التي أسست لتجمع أكبر عشرين قوة اقتصادية في العالم، وذلك للتنسيق فيما بينهم، تطغى عليها هذه السنة الملفات السياسية الساخنة بامتياز، ما قد يعني تأجيلاً لأي معالجات جادة ومطلوبة بشدة للتعامل مع الأزمة الاقتصادية الحادة في العالم اليوم.
وفي الشهر نفسه، سيكون موعد الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، التي قد تشهد تصويتاً كبيراً لدعم مرشحي الحزب الجمهوري اعتراضاً على سياسات الرئيس جو بايدن وتدهور الأوضاع الاقتصادية تحت إدارته، ما سيؤدي إلى تغيير جذري وكبير في نسب الأغلبية التي كانت لصالح الحزب الديمقراطي في الكونغرس بشقيه في كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ، ما يعني عملياً دخول إدارة البيت الأبيض إلى مرحلة الجمود فيما يتعلق بالتشريعات الجديدة.
وشهر نوفمبر سيشهد أيضاً بداية حقبة نفوذ استثنائية للرئيس الصيني شي جينبينغ الذي منحه الحزب الشيوعي الحاكم في دورته العشرين الأخيرة فترة رئاسية ثالثة لأول مرة، ما يعني مزيداً من الدعم له في سياساته العسكرية والاقتصادية التوسعية، خصوصاً فيما يتعلق بالموقف من تايوان ومن المنافسة مع الولايات المتحدة.
كثر الحديث عن معاناة العالم من أزمة المناخ وكان المقصود بها هو أزمة الطقس وتبدل أحواله من أعاصير وجفاف وأمطار وفيضانات، ولكن يبدو أن الوصف الأدق يكون المقصود به هو أزمة المناخ السياسي في العالم وحاله المسموم بين الدول الكبرى في شكل لم يبلغ له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية.
وهذا المناخ المتوتر والمسموم سينعكس بالسلب على نتائج الشركات في مختلف أنحاء العالم وهي تستعد للربع الأخير من العام في ظل أجواء ملغمة وانعدام في معرفة المقبل من الأيام وما ستحمله من أحداث. ولعل فسحة الأمل والوقت المستقطع الوحيد في شهر نوفمبر هو انطلاقة بطولة كأس العالم في نهايته، وهو الأمر الذي قد يصرف الأذهان حول العالم ويأتي بخبر مبهج ومسلٍ يغير من عناوين الأخبار الكئيبة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللهم بلغنا نوفمبر اللهم بلغنا نوفمبر



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon