توقيت القاهرة المحلي 22:49:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصحة أهم من السياسة والاقتصاد

  مصر اليوم -

الصحة أهم من السياسة والاقتصاد

بقلم - حسين شبكشي

أتابع بكل شغف واهتمام واحترام شديد جداً، آخر أخبار التطورات العلمية في المجالات الطبية المختلفة، ومع كل خبر جديد الذي يبعث الأمل الكبير جداً لمئات المرضى حول العالم، لا يمتلك المرء المتابع، إلا أن ينحني احتراماً وتقديراً للعلماء والأطباء الذين يقفون وراء هذه الإنجازات المذهلة بسهر الليالي والعمل الدؤوب.
هي أسماء غير معروفة ووجوه غير مألوفة، ولن تراها على أي من القوائم التي تتابع الشخصيات الأكثر تأثيراً حول العالم.
ولا تنال هذه الأخبار نصيبها المستحق أسوة بغيرها من الأخبار السياسية والاقتصادية والفنية والرياضية، رغم كون أثرها على حياة الإنسان لا يقل أبداً أو حتى أهم وأبلغ إذا أردنا أن نكون موضوعيين ومنصفين.
وليس مبالغة في التفاؤل إذا كانت هناك قناعات متزايدة بأن العالم يستعد لاستقبال ثورة طبية، ستكون ثورية بمفهوم شامل وتحدث نقلة نوعية هائلة تماماً كما حدث قبل ذلك في الثورات الزراعية والصناعية والرقمية.
وتعتمد الثورة الطبية على البحث العلمي ونتاج التقنية الحديثة المتطورة والرقمية بشكل أساسي، وقبل ذلك بطبيعة الحال فهي تعتمد على منظومة منظمة للغاية من وسائل التمويل الآتية من الحكومات والشركات الكبرى والأفراد المتبرعين للأعمال والأغراض الخيرية.
في السنوات العشرين الأخيرة حدثت قفزة هائلة في كم ونوعية التبرعات الموجهة لأجل الأبحاث العلمية، لأغراض الطب والصحة والعلاج. وهذا الزخم غير المسبوق ولّد ثقة في النتائج التي خرجت بها الكثير من الأبحاث، جعل العلماء القائمين عليها يتحدثون بثقة عن قرب انتهاء بعض الأمراض المستعصية، كالشلل الرعاش المعروف بالباركنسون والتصلب اللوحي، والكثير من الأورام السرطانية، وغير ذلك.
يقول الطبيب الأميركي ذو الأصول الهندية سيدهارتا موخيرجي ومؤلف الكتاب الشهير «إمبراطور الأمراض» والذي يشرح فيه تاريخ أمراض السرطان بشتى أنواعها، إن العالم على أعتاب الانتصار العلمي على السرطان، وإن طريق البحث العلمي تؤكد ذلك.
في عام 1912، كان معدل التوقعات العمرية للأشخاص في الولايات المتحدة الأميركية 38 سنة؛ لأن الناس كانت تموت بسبب عددٍ غير بسيط من الأمراض الناتجة من التلوث البكتيري، وتغير هذا الأمر بشكل جذري بعد اكتشاف المضادات الحيوية، والتي لعبت دوراً هائلاً في علاج هذه الأمراض، ومع الوقت أصبح معدل التوقعات العمرية في عام 2022، 79 سنة.
وهناك حراك علمي محموم وغير مسبوق مسلح بميزانيات جادة ومحترمة مع أهم معاقل الجامعات الأكاديمية الكبرى في الغرب، يرجّح وبشكل حقيقي أن الطب دخل فعلاً مرحلة تشبه في الآمال الآتية معها ما يشبه الخيال العلمي من كثرة الجوانب المدهشة في النتائج المتوقعة في المستقبل القريب.
يقول الدكتور شاي نوفيك، أحد رواد الصيدلة في العالم، إن الطب سينجح في اختراق السقف الزجاجي بقوة، وفي خلال الخمسة عشر عاماً المقبلة سيكون بالإمكان القضاء على أمراض كانت من المستحيل التفكير في إمكانية مواجهتها من قبل.
هناك اهتمام متزايد بالاستثمار في المجالات الطبية العلمية هذه الفترة؛ لأن الشركات البحثية العلمية المطروحة في بورصات العالم أو تبحث عن مستثمرين أوليين للدخول معهم؛ نظراً لقناعتهم بوجود عوائد مالية استثمارية هائلة منتظرة، بسبب الاحتياج العظيم لهذه الأدوية المنتظرة من الملايين حول العالم.
إنه عصر العلم والعلماء بامتياز؛ فهي اللغة التي يفهمها الجميع ويقدّرها الكل؛ لأنها لغة ملموسة يستشعر نتائجها كل من يتعرض لها، ولا يوجد موضوع أهم أو أبلغ من صحة وعافية الإنسان مهما كان عمره وحالته.
تعدّ كلية الطب في جامعة هارفارد الأميركية العريقة، أهمّ جامعة طبية في العالم، وهي تتخذ من مفهوم الأمل كحالة جادة تساعد على تحسن حالات المرضى، وتطور المناعة الطبية، وفي إحدى المحاضرات العلمية الكبرى فيها تحدث المحاضرون بحماس وشغف منوهين بأن القادم من الأيام يحمل أضعافاً هائلة من الأمل المستحق والمبني على قاعدة علمية وبحثية جديرة بالاحترام والمصداقية، وهذا كفيل بإحداث أهم ثورة في تاريخ البشر والتي سيكون لها أثر غير مسبوق على جودة الحياة ونوعيتها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحة أهم من السياسة والاقتصاد الصحة أهم من السياسة والاقتصاد



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon