توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملف البيئة وأزمة المناخ!

  مصر اليوم -

ملف البيئة وأزمة المناخ

بقلم: حسين شبكشي

أحترم من لا يزال يترك للكتاب وللقراءة مساحة «مهمة» في برنامجه اليومي، مهما كان هذا البرنامج مزدحماً بالمسؤوليات والالتزامات. وتعرفت في حياتي على بعض هذه النماذج الناجحة والمحترمة، التي حققت هذا التوازن الدقيق. ومن ضمن هذه الشخصيات الصديق عادل اللبان، الذي يعرف بأنه أحد أهم المصرفيين العرب لسنوات كثيرة ومتتالية، وهو قارئ نهم وصاحب ثقافة موسوعية عريضة، بالإضافة إلى كتابة رأي منتظمة في مواضيع شتى، وله عادة جميلة في نهاية كل عام، وهي إرسال كتاب اختاره وينصح به لمجموعة مختارة من الناس. وهذا العام وصلني منه كتاب «الأرض غير قابلة للسكن: قصة المستقبل» بقلم ديفيد والاس - ويلس، والكتاب في غاية الأهمية لأنه يتناول بحرفية ومهارة وعلم قضية المناخ والتحدي البيئي، التي كانت لسنوات طويلة جداً قضية «نخبوية»، وكانت تحسب دوماً على التيار اليساري «الثوري والمتطرف»، إلا أن هذا الأمر تغير جدا الآن ولم يعد مقبولاً ولا من الممكن التعامل معه في هذه القضية الحساسة والمحورية بالأسلوب القديم نفسه، وخصوصاً مع الزيادة العظيمة في البيانات والإحصائيات التي تؤكد وجود أزمة مناخ عالمية تؤثر على مستقبل جودة الحياة وهطول الأمطار وجفاف بعض المناطق وتغير درجات الحرارة وذوبان الجليد، وتأثير ذلك على الزراعة، وبالتالي على المنتوجات الغذائية للإنسان وللحيوان. واليوم وصلت آثار أزمة المناخ إلى أروقة صناعة القرار ودوائر البرلمانات بدول العالم الصناعي، وكذلك وصلت إلى أهم معاقل الرأسمالية في كبرى الشركات. فاليوم تصدر التشريعات والأنظمة والقوانين المساندة للبيئة والمجرمة بحق أي شركة صاحبة منتج أو خدمة مضرة للبيئة. وها هي السيارات الكهربائية تصبح حقيقة، وشركات ألمانية كبرى لإنتاج السيارات تتعد أن تتوقف تماماً عن إنتاج السيارات التي تعمل بالبنزين التقليدي في خلال 15 عاماً، وحتى الطائرات الكهربائية ستصبح هي الأخرى حقيقة لا يمكن إنكارها. أزمة المناخ العالمي ستصبح أداة سياسية ضد الدول «المخالفة» وستكون سبباً لاندلاع خلافات سياسية مهولة حول حقوق المياه والآخذة في التناقص بشكل خطير وحاد، وسيكون التدخل العسكري خياراً مفتوحاً أمام الدول المتضررة. اضطراب المناخ الحاد وظاهرة التلوث الزائد في المدن الكبرى ما هما إلا مجرد عرضين ظاهرين لأزمة مهمة وعميقة ومخيفة. أزمة طال أمد تجاهلها، بل وحتى إنكارها لأسباب سياسية واقتصادية، كان يتم «توظيف» الآراء المتخصصة بحسب مصالح المستفيدين والمتضررين. ولكن هذا العام اختارت مجلة «تايم» اليمينية والمحافظة جداً شخصية العام الطفلة السويدية غريتا تونبرغ، التي أصبحت صوت البيئة في العالم والمتحدث الأول عن أزمة المناخ، وكانت سبقت «التايم» مجلة «الإيكونومست» البريطانية، وهي المجلة الأكثر محافظة، بإصدار عدد خاص عن البيئة وأزمة المناخ العالمية، مليء بالإنذارات والتحذير مما هو آت. أزمة المناخ وملف البيئة عموماً في حالة غيبوبة في السياسة التشريعية العربية، وأخشى من الاستيقاظ المتأخر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملف البيئة وأزمة المناخ ملف البيئة وأزمة المناخ



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon