توقيت القاهرة المحلي 08:35:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران والانتظار!

  مصر اليوم -

إيران والانتظار

بقلم : حسين شبكشي

مجموعة متلاحقة من الأخبار والأحداث تطل علينا هذه الأيام، نحاول الربط بينها لعلنا نفهمها. السعودية تتبنى حراكاً دبلوماسياً وإعلامياً مكثفاً، لبيان حجم الضرر الذي أصاب منشآتها النفطية للعالم، ومحاولة إثبات إدانة إيران. فالأدلة والبراهين «قطعية» لإحداث موقف سياسي أممي موحد، خصوصاً بعد حصولها على إدانة كاملة من أقطاب المجتمع الدولي على العمل الإرهابي.
الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يقول إن بلاده ستدعم دفاع السعودية، بشكل واضح، بالجنود والعتاد، كما أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، يصف العمل الإرهابي بأنه «عمل حرب»، ويصل للسعودية لمقابلة قادتها. الأسواق العالمية تتفاعل إيجاباً مع شفافية «أرامكو» في التعامل مع الحدث، فتعود أسعار النفط إلى استقرارها السابق. ولكن كل ذلك لا يغيّب السؤال الأهم: لماذا تتردد الإدارات الأميركية (الحالية والسابقة والتي قبلها) في التعامل «القوي» مع إيران، وهي العضو في محور الشر، والمدان المرة تلو الأخرى بدعم الإرهاب والقيام به؟ جورج بوش الابن «تعاون» معها في غزو العراق، باراك أوباما عقد معها اتفاقاً تاريخياً. أما إدارة الرئيس ترمب فيبدو أنها سلمت سوريا للأسد.
أيضاً سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في عهد الرئيس السابق أوباما، سمانثا باور، تقول في مذكراتها التي صدرت مؤخراً، إن لحظة الضعف الأخطر في عهد أوباما كانت عندما لم يفِ الرئيس بوعده إزاء الخط الأحمر الذي وضعه أمام نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حيال استخدامه للسلاح الكيماوي ضد شعبه، وهو ما حصل بعد أن قضى أكثر من 1400 ضحية في ضواحي دمشق على أيدي النظام السوري بالسلاح الكيماوي، ولم يفعل أوباما إزاء تلك الكارثة أي شيء، وهنا أدركت باور أن الأمر جلل، وأن «الهيبة الأميركية» اهتزت. ولذلك ليس غريباً اليوم عندما تشبه مجلة «الإيكونوميست» البريطانية العريقة ضربة إيران على «أرامكو» بالخط الأحمر الذي تم تجاوزه، وأن على الغرب «فعل شيء ما» لضمان عدم تكراره، لأن اللحظة الحالية كما وصفها ستيفن كوك في مجلة «فورين بولسي» هي اللحظة التي سيتقرر فيها مستقبل الشرق الأوسط.
هل العالم بانتظار تكرار لمشهد بوش الأب مع مارغريت ثاتشر، قبل تحرير الكويت، في إشارة للتناغم بين موقفي بريطانيا وأميركا إزاء ضربة «أرامكو» وإدانتهما لإيران؟ كل ذلك يحدث وسط غيوم متزايدة في سماء الاقتصاد العالمي تنذر بركود عميق قادم في عام 2020 مع تدهور وتراجع النمو الاقتصادي في أوروبا والصين والهند، وانهيار أكبر وأقدم شركات السياحة «توماس كوك» ذات الـ178 عاماً، والإعلان عن إفلاسها، ما ذكّر الناس بسيناريو انهيار بنك «ليمان براذرز» وبداية الأزمة العالمية عام 2008.
إننا أمام مشهد يتكون لعاصفة مثالية؛ فإما ردع لإيران موجع ومؤثر، أو انفلات لدولة العصابات والطائفية. إيران ليست كوريا الشمالية... إيران مشروع طائفي خارج جغرافيتها، وسياساتها تهدد الأمن والسلم الإقليمي والعالمي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران والانتظار إيران والانتظار



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon