توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران والانتظار!

  مصر اليوم -

إيران والانتظار

بقلم : حسين شبكشي

مجموعة متلاحقة من الأخبار والأحداث تطل علينا هذه الأيام، نحاول الربط بينها لعلنا نفهمها. السعودية تتبنى حراكاً دبلوماسياً وإعلامياً مكثفاً، لبيان حجم الضرر الذي أصاب منشآتها النفطية للعالم، ومحاولة إثبات إدانة إيران. فالأدلة والبراهين «قطعية» لإحداث موقف سياسي أممي موحد، خصوصاً بعد حصولها على إدانة كاملة من أقطاب المجتمع الدولي على العمل الإرهابي.
الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يقول إن بلاده ستدعم دفاع السعودية، بشكل واضح، بالجنود والعتاد، كما أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، يصف العمل الإرهابي بأنه «عمل حرب»، ويصل للسعودية لمقابلة قادتها. الأسواق العالمية تتفاعل إيجاباً مع شفافية «أرامكو» في التعامل مع الحدث، فتعود أسعار النفط إلى استقرارها السابق. ولكن كل ذلك لا يغيّب السؤال الأهم: لماذا تتردد الإدارات الأميركية (الحالية والسابقة والتي قبلها) في التعامل «القوي» مع إيران، وهي العضو في محور الشر، والمدان المرة تلو الأخرى بدعم الإرهاب والقيام به؟ جورج بوش الابن «تعاون» معها في غزو العراق، باراك أوباما عقد معها اتفاقاً تاريخياً. أما إدارة الرئيس ترمب فيبدو أنها سلمت سوريا للأسد.
أيضاً سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في عهد الرئيس السابق أوباما، سمانثا باور، تقول في مذكراتها التي صدرت مؤخراً، إن لحظة الضعف الأخطر في عهد أوباما كانت عندما لم يفِ الرئيس بوعده إزاء الخط الأحمر الذي وضعه أمام نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حيال استخدامه للسلاح الكيماوي ضد شعبه، وهو ما حصل بعد أن قضى أكثر من 1400 ضحية في ضواحي دمشق على أيدي النظام السوري بالسلاح الكيماوي، ولم يفعل أوباما إزاء تلك الكارثة أي شيء، وهنا أدركت باور أن الأمر جلل، وأن «الهيبة الأميركية» اهتزت. ولذلك ليس غريباً اليوم عندما تشبه مجلة «الإيكونوميست» البريطانية العريقة ضربة إيران على «أرامكو» بالخط الأحمر الذي تم تجاوزه، وأن على الغرب «فعل شيء ما» لضمان عدم تكراره، لأن اللحظة الحالية كما وصفها ستيفن كوك في مجلة «فورين بولسي» هي اللحظة التي سيتقرر فيها مستقبل الشرق الأوسط.
هل العالم بانتظار تكرار لمشهد بوش الأب مع مارغريت ثاتشر، قبل تحرير الكويت، في إشارة للتناغم بين موقفي بريطانيا وأميركا إزاء ضربة «أرامكو» وإدانتهما لإيران؟ كل ذلك يحدث وسط غيوم متزايدة في سماء الاقتصاد العالمي تنذر بركود عميق قادم في عام 2020 مع تدهور وتراجع النمو الاقتصادي في أوروبا والصين والهند، وانهيار أكبر وأقدم شركات السياحة «توماس كوك» ذات الـ178 عاماً، والإعلان عن إفلاسها، ما ذكّر الناس بسيناريو انهيار بنك «ليمان براذرز» وبداية الأزمة العالمية عام 2008.
إننا أمام مشهد يتكون لعاصفة مثالية؛ فإما ردع لإيران موجع ومؤثر، أو انفلات لدولة العصابات والطائفية. إيران ليست كوريا الشمالية... إيران مشروع طائفي خارج جغرافيتها، وسياساتها تهدد الأمن والسلم الإقليمي والعالمي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران والانتظار إيران والانتظار



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon