توقيت القاهرة المحلي 01:34:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زمن أفريقيا وأوانها!

  مصر اليوم -

زمن أفريقيا وأوانها

بقلم: حسين شبكشي

انطلقت سنة 2020 بشكل ساخن، وبات المتابعون لأحداثها وأخبارها يلهثون وهم يحاولون اللحاق بما يحصل. سنة الانطلاقة للعشرية الجديدة الثانية في الألفية الثالثة.
العشرية الأولى شهدت ولادة غول الهاتف الذكي، الذي كان المنصة المثالية لإطلاق وتفجير ثورة الإعلام الجديد والتبعات التي لا نزال نحياها. ولكن العشرية الجديدة قد يكون لها «ميول» جغرافية، وهناك دلائل ومؤشرات هائلة وعظيمة لا يمكن إغفالها ولا إنكارها ولا الاستهانة بها، وهي أن الحقبة القادمة هي أفريقية بامتياز.
عدت منذ أيام قليلة من زيارة إلى جنوب أفريقيا، أهم وأكبر اقتصاديات القارة السمراء. بلد معجزة مانديلا، الرجل العظيم الذي ترك خلفه إرثاً سياسياً وإنسانياً من أهم ما عرف في العصر الحديث، وانعكس ذلك بشكل إيجابي على خريطة الاستقرار السياسي والاستثمار الاقتصادي أيضاً، وأصبح للقارة نموذج ديمقراطي في السياسة، وليبرالي في الاقتصاد، من الداخل الأفريقي نفسه، قدوة لغيره من البلاد، مع العمل الدؤوب على الحفاظ على استقلال القضاء وحرية الإعلام كركيزتين للعمل المؤسساتي والفصل بين السلطات.
جنوب أفريقيا هي أيضاً البلد الذي أنجب الروائي الفذ آلان بانون صاحب الروايتين العظيمتين «ابكِ أيها البلد العظيم» و«آه... ولكن بلادكم جميلة»، وهو الذي كتب ضد نظام الأبارتايد العنصري الجائر الظالم، وكانت كلماته الملهمة من مصادر الدستور الجديد للبلاد. وكذلك هي بلد العملاق الأديب جي إم كوتزي، الفائز بجائزتي بوكر ونوبل للآداب، الذي كانت أعماله ملهمة للإصلاح السياسي والاجتماعي.
اليوم هناك نجوم تتلألأ في القارة الأفريقية وتكون مغناطيساً جاذباً للاستقرار والاستثمار، ولعل ما يحصل في إثيوبيا شاهد ودليل على ذلك، وهي التي تمارس دوراً مهماً في السلام الإقليمي، نال بسببها قائدها جائزة نوبل للسلام العام الماضي. واليوم ها هو يجذب استثمارات هائلة من الصين واليابان وإسرائيل.
وهناك غانا التي وُصفت العقد الماضي بأنها النمر الأفريقي القادم. وطبعاً هناك دول أخرى مؤهلة للنجاح ذاته، ولكن تبقى الدولة الأكثر إثارة للدهشة في القارة السمراء هي رواندا، فهي تمثل قصة التحول الحلم من دولة شهدت إحدى أبشع الحروب الأهلية وأكثرها دموية إلى دولة مستقرة وذات نمو اقتصادي مبهر، ودرجات من الاستحقاق التعليمي الخارق، والالتزام بالمعايير البيئية بشكل يتطابق مع الدول الصناعية المتقدمة.
أفريقيا هي نكهة العالم القادمة، ولا عجب أنها مصنفة لدى الكثير من مكاتب الدراسات والاستشارات بأنها المنطقة الأكثر وعوداً للاستثمارات المالية.
إنه زمن أفريقيا التي طال انتظارها وهي حقبتها بلا استعمار.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمن أفريقيا وأوانها زمن أفريقيا وأوانها



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:05 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

نجوى فؤاد تكشف حقيقة اعتزالها الفن
  مصر اليوم - نجوى فؤاد تكشف حقيقة اعتزالها الفن

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 22:40 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

وفاة مهندس في حادث تصادم بعد حفل خطوبته بساعات

GMT 13:19 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

تعليق البرازيلي نيمار يثير غضب عشاق الأرجنتيني ليونيل ميسي

GMT 02:36 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

صبغات لتغطية الشعر الشايب وإبراز جمال لون البشرة

GMT 14:16 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

"فيرير" فيدر أفضل لاعب تنس في تاريخ اللعُبة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon