توقيت القاهرة المحلي 23:33:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التسويق والترويج الديني

  مصر اليوم -

التسويق والترويج الديني

بقلم: حسين شبكشي

التسويق والترويج له الأثر الهائل والعظيم في تكوين الانطباع وترسيخه عندما تكون المسألة متعلقة بتشكيل السلوك الاستهلاكي للناس، وتفوقت في ذلك الأمر شركات إنتاج المشروبات الغازية والأحذية الرياضية ومطاعم الوجبات السريعة على سبيل المثال. ولكن هذا «النهج» متأصل في تسويق الجماعات الدينية وأسماء أهم المشايخ والمراجع. فالمتابع والمراجع التاريخي لنوعية أسماء الجماعات الدينية وألقاب المشايخ المؤثرين يدرك تماماً أنها ساهمت في تموضعها بشكل مؤثر ومطلوب في الذهنية الجمعية للناس، وأعطت لها مكانة عظيمة قريبة من التقديس. فهناك جماعة «الإخوان المسلمين» بمعنى مباشر وغير مباشر أنهم «وحدهم هم الإخوان وهم المسلمون»، وهناك «حزب الله» الذي وظف لفظاً قرآنياً كريماً لأجل الترويج لأعمال تكفيرية وإرهابية. أيضاً هناك «تنظيم داعش»؛ دولة وإسلامية يا له من شعار جميل، ولكن خلفه كل الإجرام. وهناك «أنصار الله» شعار يدغدغ المشاعر، يوجد أيضاً «الجماعة الإسلامية» وهي ذاتية الشرح ليست بحاجة للتوسع في التفسير، وهناك «الجهاد الإسلامي» شعار براق، وخلف من ورائه المآسي.
وطبعاً هناك شعارات وألقاب رفعت من أتباع مشايخ وصنعت اسما مرادفاً للمشاع، فمنحهم مكانة وقدسية باتت غير قابلة للجدل والنقاش فيما يطرحون من آراء بشرية. فمن يستطيع مناقشة «حجة الإسلام» أو «الشيخ الأعظم» أو «الشيخ الأكبر» أو «سماحة العلامة» أو «آية الله» أو «روح الله» أو «آية الله العظمى» وغير ذلك من الألقاب المبجلة، التي تنبع في الأساس عن محبة ثم تتحول سريعاً إلى هالة من القدسية والدفاع المستميت عن الشخصية والآراء الصادرة عنها لتصبح عصبية أشبه بالانتماء إلى الأحزاب والعشائر والأندية الرياضية. إنها قوة العلامة الترويجية، وقدرتها على التأثير على المستهلك.
هذه الألقاب للمشايخ والمجموعات الدينية ما هي في الواقع إلا «علامات» في سوق مفتوح تتعارك وتتنافس للوصول إلى قلب وعقل المستهلك (عامة الناس) فتحاول التأثير عليهم بشتى الوسائل وعبر كافة القنوات لتؤثر على قلوبهم بالعواطف وعلى عقولهم بالأدلة وعلى نفوسهم وأرواحهم بالإحساس بالتقصير وعقدة الذنب. وأقوى هذه الوسائل المساندة لهم في هذه المهمة، هي الاختيار الملائم للأسماء والألقاب، لأنها هي المحرك العاطفي السريع والفعال. وفي التفاعل مع الشأن الديني تبقى دائما قناة العواطف القلبية هي المحطة الأسرع فاعلية.
التسويق والترويج لا حدود لهما، ومحيط الأحزاب الدينية ورجال الدين لم يسلما منهما. وفي عصر التواصل الاجتماعي والفضاء المفتوح ستزداد المعركة للوصول إلى عقل الناس شراسة وضراوة.
التسويق والترويج للسلع معروف، ولكن يبقى التسويق والترويج للأفكار والشخصيات هو الأخطر وخصوصاً إذا غلفت بإطار ديني، فكم الدماء التي سالت والأرواح التي أزهقت باسم كل ذلك أكبر دليل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التسويق والترويج الديني التسويق والترويج الديني



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon