توقيت القاهرة المحلي 20:16:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رواية أخرى للتاريخ !

  مصر اليوم -

رواية أخرى للتاريخ

بقلم: حسين شبكشي

مع تطور العلوم وزيادة فاعلية التوثيق وانفتاح حدود العالم، زادت الثقة لدى الكثير في تحدي بعض الروايات التاريخية، ومنطقة الشرق الأوسط بحسب معظم الروايات التاريخية تعتبر مهد الحضارات والأديان. ومع انفتاح دول المنطقة على العالم، أصبح هناك فضول عظيم للتعرف وبعمق عن تاريخ المنطقة، بعد أن كانت لعقود طويلة أشبه بالصندوق الأسود الغامض.
هناك النسخة الأكثر تداولا من التاريخ والرواية والسرد، ولكنْ هناك آخرون من مؤرخي علم الأنثروبولوجيا من العالم العربي الذين أقدموا على طروحات مختلفة وجريئة، ولكنها بنيت على معطيات جديرة بالاهتمام. ولعل الأشهر في هذا المجال، كان اللبناني كمال الصليبي صاحب المؤلف الشهير «التوراة جاءت من جزيرة العرب»، والذي يقول فيه باختصار شديد أن البيئة التاريخية للتوراة لم تكن في فلسطين، بل في منطقة غرب الجزيرة العربية بمحاذاة البحر الأحمر، وتحديداً في بلاد السراة بين الطائف ومشارف اليمن، وهو يفرق أيضاً ما بين اليهود وبني إسرائيل، ويعتقد أن بني إسرائيل كانوا شعباً في زمانهم دان باليهودية. وتصدى لهذا الطرح أحد أهم أعلام الأنثروبولوجيا في العالم العربي السوري فراس السواح، في «الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم». وفي الكتاب يفترض المؤلف السواح أن فلسطين هي أرض الحدث التوراتي، ولكنه يفند ويحلل ويميز ضمن هذا الحدث بين التاريخي واللاتاريخي وبين الواقعي واللاواقعي، معتبراً أن كثيراً من قصص التوراة قد تطبعت بطابع أسطوري أو ملحمي، لأنه يعتقد أن الرواية التاريخية التوراتية حقيقة غير قابلة للنقاش أو النقد.
أيضاً هناك العراقي فاضل الربيعي، الذي يقدم طرحاً جريئاً ومغايراً ملخصه أن الحدث التوراتي بمجمله حصل في اليمن وأن كافة الوقائع كانت هناك، ويربط ذلك بأن أقدم جالية يهودية تاريخياً جاءت من اليمن. ويضيف أن أورشليم تختلف عن القدس، وأن أورشليم موقعها في اليمن. وهناك العراقي خزعل الماجدي، الذي يغوص في تفاصيل السردية التاريخية لحضارات بلاد ما بين النهرين، ويفند الروايات التاريخية ليصنفها ما بين الأسطورة والخرافة والحكايا الشعبية والملحمة. ويقول إن السردية التاريخية تشكلت كخليط بين هذه النوعيات الأربعة، فأثرت على مصداقية الرواية لدى المتلقي.
وهناك المصري أحمد سعد الدين، مؤلف كتاب «فرعون ذو الأوتاد» الذي يقدم فيه طرحاً جريئاً عن التاريخ «الفرعوني» ووجود الهكسوس في مصر مع دخول بني إسرائيل والأحداث والأماكن التي عاشوا فيها، ويعرف أيضاً من هم الفراعين وتحديداً من هو فرعون موسى، مع عرض شامل لتاريخ الفراعنة مع توضيح دقيق ومفصل للفرق الجوهري بينهم وبين المصريين القدماء وأسباب الخلط بينهما. وهناك المصري عاطف عزت الذي ألف كتاب «فرعون موسى من قوم موسى» وخلاصة قوله إن فرعون موسى كان آخر ملوك الهكسوس وأنه لا يوجد دخلاء من «الخارج» في القصة، وأن كل أبطال القصة من نفس القوم والأرض.
ستقدم المزيد من السرديات والتي يعتمد فيها على علوم توثق المكان ببعده التاريخي حتى يمكن مطابقة التاريخ. هناك روايات ستتغير وتسقط ومفاجآت سيتم الكشف عنها ستكون سارة للبعض وصادمة للآخرين.
إعادة قراءة التاريخ بأدوات العلم هي أحد أهم عناصر صناعة التنوير ومحاربة الظلام، وهي مسألة طال انتظارها.
لا يملك أي أحد الحقيقة المطلقة، والعلم بحر كبير وعميق تبقى غاية الخوض فيه هي النور والمعرفة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية أخرى للتاريخ رواية أخرى للتاريخ



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon