توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصين وأميركا: حرب سياسية

  مصر اليوم -

الصين وأميركا حرب سياسية

بقلم: حسين شبكشي

فرحة عارمة اجتاحت مناصري الحراك الاحتجاجي في هونغ كونغ بعد اكتساحهم الهائل لنتائج الانتخابات البلدية وفوز مرشحيهم ضد مرشحي الحكومة المركزية في بكين، ما تسبب في إحراج شديد لكاري لام الحاكم التنفيذي للمقاطعة والمعيّن من قِبل الصين.
هذا الخبر ذكّرني بما قاله الكاتب الأميركي المهم جورج فريدمان من أن استراتيجية أميركا مع الصين لن تكون بالمواجهة المباشرة، ولكن عبر تأصيل الروح الديمقراطية والليبرالية الاقتصادية مع «المقاطعات» ذات الوزن الاقتصادي بعيداً عن الثقل السياسي المؤثر للقرار المركزي في بكين.
هناك قناعات (تؤيدها إحصائيات) بأن الديناميكية التي تولدت بشكل إبداعي مذهل خلال ثنائية التقنية الرأسمالية أدت إلى تقصير الزمن الذي تستغرقه أي دولة للتنمية، وبالتالي الوصول إلى مستوى محترم من الرخاء. استغرقت بريطانيا أكثر من 58 عاماً لمضاعفة ناتجها القومي (بعد عام 1780)، والولايات المتحدة استغرقت 47 عاماً لتحقيق الشيء نفسه (بعد عام 1840)، واليابان استغرقت 33 عاماً لإنجاز الهدف نفسه (بعد عام 1880)، وإندونيسيا استغرقت 17 عاماً لإنجاز ذات الهدف (بعد عام 1965)، وكوريا الجنوبية استغرقت 13 عاماً لإنجاز الهدف (بعد عام 1970)، وأخيراً الصين احتاجت إلى 10 أعوام لتحقيق المطلوب وذلك منذ عام 1978.
والنمو بأرقامه الواضحة وضيق الفجوة الزمنية لتحقيقه أظهر شيئاً آخَر لافتاً جداً تحديداً في الدول الثماني المؤثرة اقتصادياً في منطقة شرق وجنوب شرقي آسيا، فهي لم تشهد نمواً اقتصادياً كبيراً فحسب، ولكنها أظهرت أيضاً أنها بإمكانها أن تقضي بشكل هائل وقابل للقياس على علّة الفقر.
ففي إندونيسيا انخفضت نسبة الناس المحسوبين تحت خط الفقر من 58% عام 1972 إلى 17% عام 1982. وفي ماليزيا انخفضت النسبة من 37% عام 1973 إلى 14% عام 1987. وفي تايلاند انخفضت من 49% عام 1962 إلى 26% عام 1986. وفي سنغافورة هبطت من 34% عام 1972 إلى 10% عام 1982، كل ذلك جاء معه توسع عريض في المنظومة الحقوقية والإعلام والأنظمة الدستورية وحقوق الإنسان والحريات والديمقراطية.
أميركا تراهن وبقوة على انتشار القيم الليبرالية والرخاء الذي تمنحه المنظومة الرأسمالية، وهي سلة الوعود المهمة التي لا تستطيع أن توفّرها الصين بنظامها الشيوعي الشمولي. هونغ كونغ والحراك الحاصل بها والنتائج «الديمقراطية» للانتخابات الحاصلة فيها هي بروفة ومقدمة لما ترغب في إنجازه أميركا بحق الصين (تماماً كما أنجزته مع تايوان التي «كانت» جزءاً من الصين ولكنها سياسياً لا تشبهها في شيء اليوم). الحرب التجارية ليست هي المواجهة الدائرة الوحيدة بين الصين وأميركا اليوم، ولكن هناك حراك «سياسي» في غاية الأهمية يحصل، وقد يحدد «شكل» الصين المستقبلي.
المعركة تم إطلاق الرصاصة فيها والصين تدرك ذلك تماماً، فالقمع بالقوة لن يكون مقبولاً والصبر الصيني أمام الرغبة في الحقوق والديمقراطية لن يكون سهلاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين وأميركا حرب سياسية الصين وأميركا حرب سياسية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon