توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تيارات مؤثرة وسياسات متغيرة!

  مصر اليوم -

تيارات مؤثرة وسياسات متغيرة

بقلم: حسين شبكشي

هناك تيارات مؤثرة لا يمكن إنكارها، وبالتالي الإقلال من حجم تأثيرها على السياسات والقرارات والتشريعات. هذا ما يواجهه المعسكر الغربي عموماً اليوم. ولعل أهم «قوى التغيير» هذه هي:
1- التقنية وقوتها المتطورة التي تهدد بشكل جدي سوق العمل، لأن توغلها في القطاعات الصناعية أدى إلى الاستغناء عن مئات الآلاف من العمال والموظفين. وليس هذا هو التهديد الوحيد الذي تقدمه التقنية الحديثة، فهناك أيضاً تهديد خصوصية المواطن، والاعتداء على معلوماته، وكذلك تسخير التقنية للتأثير على الانتخابات الديمقراطية، أو الاعتداءات الفضائية على البنى التحتية الإلكترونية في المصارف وشركات المياه والكهرباء.
2- الصعود الكبير للصين كقوة اقتصادية، ستصبح قريباً أكبر اقتصاد في العالم، حيث إن «القيم» الإنسانية التي تقدمها الصين هي التسلط والحكم الشيوعي؛ وهي قيم عكس ما تروّج له المنظومة السياسية في الغرب. هذا، مع التذكير بأن الخطوة الانفتاحية التي أقدم عليها الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، بمعونة وزير خارجيته هنري كيسنجر، مع قادة الصين ماو تسي تونغ ودينغ زياو بينغ، كانت السبب في انطلاقة الصين، ووصولها إلى ما هي عليه اليوم.
3- الشيخوخة، فالمجتمع الغربي يشيخ ويكبر في السن، ونسبة الفئات الشبابية في السنين العمرية تكاد تختفي؛ وهذه المسألة سيكون لها تبعات وآثار في منتهى الجدية على تكاليف العلاج والتأمين الصحي ونظام الهجرة والتعليم والتوظيف والتدريب والقدرة التنافسية والإبداع، مما يجعل الموضوع مسألة محورية وتحدياً وجودياً يحتاج إلى أسئلة صعب أن تطرح، والاستعداد لقبول إجابات أكثر صعوبة عنها.
4- التغير المناخي وموجات الحرارة الشديدة المتكررة تباعاً في أوروبا وأميركا الشمالية، ولسنوات طويلة، الآن أصبحت واقعاً مؤثراً على الرأي العام، رغم معارضة شديدة من المعسكر اليميني، سواء من قبل أصوات قطاع الأعمال الذي يخشى عواقب التكلفة الاقتصادية للإجراءات الوقائية المتوقعة للتعامل مع هذا التحدي، أو أصوات المنظمات الدينية التي ترفض فكرة أن يؤثر «المخلوق الإنسان على خلق الخالق»، وهو الطرح المدافع من قبل اليمين المسيحي المتطرف في مسألة التغيير المناخي، إلا أن المسألة تبحث بجدية للغاية في برلمانات هذه الدول وإعلامها ومنظماتها المدنية ومؤسساتها غير الحكومية لإحداث تشريعات قاسية لـ«حماية الكوكب» من تجاوزات البشر عليه.
هذه التيارات المؤثرة المهمة جداً، رغم كونها هاجساً خاصاً بالمعسكر الغربي، فإن آثارها ستصيب العالم بأسره، نظراً لما لديهم من قوة وتأثير ومقدرة على التغيير. ولعل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اختصر كل هذه التيارات المؤثرة بتصريحه الأخير الواضح المباشر ضد الصين، الذي قال فيه: «الصين تسعى للهيمنة الدولية، ويجب التصدي لها».
وبذلك، يصعّد الرجل المواجهة مع الصين، ويختزل التيارات المؤثرة الأربعة منها. فالتقنية الصينية تنافس التقنية الغربية، وهي متهمة بسرقة الأفكار منها؛ والصين قوة منافسة تهدد مصالح المعسكر الغربي بشكل جدي؛ كما أن عدد سكانها المهول يهدد المجتمع الذي يشيخ في الغرب؛ والتغير المناخي فيه توجه صريح باتهام الصين كأحد أخطر ملوثي كوكب الأرض.
«تيارات مؤثرة وسياسات متغيرة» جملة فيها اختصار مقتضب للمشهد المثير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تيارات مؤثرة وسياسات متغيرة تيارات مؤثرة وسياسات متغيرة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon