توقيت القاهرة المحلي 05:05:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تاريخ جديد للتعامل مع إيران

  مصر اليوم -

تاريخ جديد للتعامل مع إيران

بقلم: حسين شبكشي

لا يمكن أبداً التقليل من فداحة وهول الحادث الإرهابي الكبير، الذي أصاب شركة «أرامكو» في بقيق شرق السعودية.
إنها لحظة مروعة، وهي بالنسبة للسعوديين تحول الموضوع المتعلق بالصراع مع إيران إلى موضوع «بقاء»، و«شخصي جداً».
استهداف السعودية في عمقها الاقتصادي وعمقها الاستراتيجي، هو استهداف لقوت السعودي ورزقه ومعيشته. فكل سعودي يدرك جيداً قيمة ومعنى وأهمية شركة «أرامكو» في بلاده.
استهداف «أرامكو» جاء بعد الإعلان عن البدء العملي لبرنامج اكتتاب أسهمها، والسعوديون يعلمون جيداً أهمية هذا الاكتتاب بالنسبة للاقتصاد الوطني، وحجم الآمال المعلقة عليه. استهداف «أرامكو» جاء قبل أيام قليلة جداً من احتفال السعوديين باليوم الوطني، وهي المناسبة الغالية على قلوبهم، والتي لها مكانة أكثر من خاصة. استهداف «أرامكو» بشكل منظم ودقيق، وبنية مبيتة، مخطط له ليكون كل ما سبق ذكره، بلا أدنى شك.
لا شك في أن إيران قامت بهذه الضربة، سواء أكان ذلك بشكل مباشر منها، أو من قبل مرتزقتها، من أشكال «أنصار الله» و«حزب الله» و«الحشد الشعبي»، ونجح النظام الإيراني في أن يرسخ نفسه في ذهنية الشعب السعودي كله، وأعتقد لأجيال قادمة، على أنه العدو الأول له.
ماذا نقول في النظام الإيراني؟ منذ وصوله إلى الحكم، بدأ الخميني في مشروع تصدير ثورته، فلم تسلم أي دولة من دول العالم العربي من أذاه، حتى حجاج بيت الله الحرام نالهم نصيب من شره أكثر من مرة. وتكفيه كلمته حينما علق على قبول اتفاق وقف إطلاق النار مع العراق، وقال: «إنني أوافق على ذلك وكأنني أتجرع كأس السم»، يا لها من نفس شريرة!
إيران لو صدرت حضارتها بدلاً من شرها، لو صدرت ثقافتها بدلاً من ثورتها، لو صدرت فنونها بدلاً من طائفيتها، لكسبت حب العالم العربي كله، ولكنها اختارت طريق الشر، فنالت المرتبة التي تليق بذلك في نفوس العرب.
السعودية مركز ثقل أساسي في العالم العربي. بلد الحرمين الشريفين، وذات الاقتصاد المؤثر. لم يعد مقبولاً من أحد البقاء على الحياد، فالحياد سيفسر بأنه تعاطف مبطن مع إيران أو شماتة فيما حصل، وكلاهما مرفوض.
لم يكن الخميني وخامنئي وقاسم سليماني وحسن نصر الله دعاة سلام في أي يوم، ولذلك ليس بمستغرب ما قاموا به. وفي هذه اللحظة التي سيصنف السعوديون موقف العالم بناء على ردة فعلهم الصادقة على هذه الحادثة، سيكون هناك تاريخ جديد للتعامل مع إيران، وهذا التاريخ عنوانه: إيران عدو.
في كل الأمم والشعوب يكون هناك تاريخ مفصلي سببه حدث استثنائي، وهذا ينطبق على ما حصل في السعودية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تاريخ جديد للتعامل مع إيران تاريخ جديد للتعامل مع إيران



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon