توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تاريخ جديد للتعامل مع إيران

  مصر اليوم -

تاريخ جديد للتعامل مع إيران

بقلم: حسين شبكشي

لا يمكن أبداً التقليل من فداحة وهول الحادث الإرهابي الكبير، الذي أصاب شركة «أرامكو» في بقيق شرق السعودية.
إنها لحظة مروعة، وهي بالنسبة للسعوديين تحول الموضوع المتعلق بالصراع مع إيران إلى موضوع «بقاء»، و«شخصي جداً».
استهداف السعودية في عمقها الاقتصادي وعمقها الاستراتيجي، هو استهداف لقوت السعودي ورزقه ومعيشته. فكل سعودي يدرك جيداً قيمة ومعنى وأهمية شركة «أرامكو» في بلاده.
استهداف «أرامكو» جاء بعد الإعلان عن البدء العملي لبرنامج اكتتاب أسهمها، والسعوديون يعلمون جيداً أهمية هذا الاكتتاب بالنسبة للاقتصاد الوطني، وحجم الآمال المعلقة عليه. استهداف «أرامكو» جاء قبل أيام قليلة جداً من احتفال السعوديين باليوم الوطني، وهي المناسبة الغالية على قلوبهم، والتي لها مكانة أكثر من خاصة. استهداف «أرامكو» بشكل منظم ودقيق، وبنية مبيتة، مخطط له ليكون كل ما سبق ذكره، بلا أدنى شك.
لا شك في أن إيران قامت بهذه الضربة، سواء أكان ذلك بشكل مباشر منها، أو من قبل مرتزقتها، من أشكال «أنصار الله» و«حزب الله» و«الحشد الشعبي»، ونجح النظام الإيراني في أن يرسخ نفسه في ذهنية الشعب السعودي كله، وأعتقد لأجيال قادمة، على أنه العدو الأول له.
ماذا نقول في النظام الإيراني؟ منذ وصوله إلى الحكم، بدأ الخميني في مشروع تصدير ثورته، فلم تسلم أي دولة من دول العالم العربي من أذاه، حتى حجاج بيت الله الحرام نالهم نصيب من شره أكثر من مرة. وتكفيه كلمته حينما علق على قبول اتفاق وقف إطلاق النار مع العراق، وقال: «إنني أوافق على ذلك وكأنني أتجرع كأس السم»، يا لها من نفس شريرة!
إيران لو صدرت حضارتها بدلاً من شرها، لو صدرت ثقافتها بدلاً من ثورتها، لو صدرت فنونها بدلاً من طائفيتها، لكسبت حب العالم العربي كله، ولكنها اختارت طريق الشر، فنالت المرتبة التي تليق بذلك في نفوس العرب.
السعودية مركز ثقل أساسي في العالم العربي. بلد الحرمين الشريفين، وذات الاقتصاد المؤثر. لم يعد مقبولاً من أحد البقاء على الحياد، فالحياد سيفسر بأنه تعاطف مبطن مع إيران أو شماتة فيما حصل، وكلاهما مرفوض.
لم يكن الخميني وخامنئي وقاسم سليماني وحسن نصر الله دعاة سلام في أي يوم، ولذلك ليس بمستغرب ما قاموا به. وفي هذه اللحظة التي سيصنف السعوديون موقف العالم بناء على ردة فعلهم الصادقة على هذه الحادثة، سيكون هناك تاريخ جديد للتعامل مع إيران، وهذا التاريخ عنوانه: إيران عدو.
في كل الأمم والشعوب يكون هناك تاريخ مفصلي سببه حدث استثنائي، وهذا ينطبق على ما حصل في السعودية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تاريخ جديد للتعامل مع إيران تاريخ جديد للتعامل مع إيران



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon