توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إردوغان في سوريا

  مصر اليوم -

إردوغان في سوريا

بقلم: حسين شبكشي

لمن يراقب تاريخ العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها، يجد أن أهم قواعد العلاقة بالنسبة لأميركا أن يكون الطرف الحليف لها «دائماً» قابلاً للتوقع always predictable، ومتى ما تغير هذا المفهوم اهتزت العلاقة.
وقد تترك لك أميركا الحبل ممدوداً، وتعتقد أنك صاحب قرارك وليس حليفاً لها، حتى تفاجئك وتباغتك في لحظة «الغفلة» بالسؤال الذي لا مفر من الإجابة عنه «أنت معنا أو معهم».
تذكرت كل ذلك وأنا أتابع مغامرة إردوغان داخل الأراضي السورية، وعدوانه الصريح عليها، وتهديده للمجتمع الأوروبي «بإطلاق» ملايين المهاجرين السوريين عليهم، أعد إردوغان لما قام به جيداً، «رتب» أموره ونسقها مع إيران وروسيا، بل وأخبر نظام الأسد عن الطريق الدبلوماسية في قنصليته بإسطنبول، وتجاهل اعتراض أميركا وتحذيرها من العملية، ولكن هو وكعضو في «الناتو» قرر رفع السقف مع أميركا وأعضاء حلف الأطلسي، فأقدم على شراء منظومة دفاع صواريخ روسية متطورة، ليكون بذلك أول دولة في حلف الأطلسي تدخل منظومة سلاح روسي على تركيبتها الدفاعية، وهي تتفاوض مع الروس حالياً على منظومة طائرات روسية حديثة جداً، كل ذلك وسط اعتراضات أميركية جادة جداً.
لم يحترم إردوغان هذا الاعتراض رغم تعرضه لعقاب اقتصادي شديد من أميركا عندما احتجز القس الأميركي، وانهارت الليرة التركية في خلال 48 ساعة، ما أجبره على أن يطلق سراح الرجل. واليوم قام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالتوقيع مع اليونان (الخصم الأول لتركيا) على اتفاقيات دفاع غير مسبوقة لحمايتها من أي خلاف مستقبلي، وطبعاً المقصود أي مواجهة مع تركيا، ما يعني فعلياً أن أميركا نفسها ستكون في مواجهة تركيا في حال الخلاف مع اليونان. المجموعات الكردية المعروفة في سوريا، والمعروفة باسم «البي كي كي» هي صنيعة نظام حافظ الأسد، كان يستخدمها قديماً ضد تركيا حتى هددته يوماً ما بإغلاق السد المائي، وبالتالي القضاء على الزراعة السورية، واجتياح سوريا عسكرياً، فسلم حافظ الأسد عبد الله أوجلان زعيم الحركة لتركيا، وبالتالي ما يحصل من إردوغان اليوم في سوريا يحصل برضا وموافقة أكبر حليفين لبشار الأسد؛ وهما إيران وروسيا، بل وبموافقة نظام الأسد نفسه الذي التزم الصمت ونفى نيته التباحث مع المجموعات الكردية واعتبرهم خونة.
عدوان إردوغان هو سجل أسود جديد في حق سوريا، ولا علاقة له بدعم الثورة السورية وتدخل عسكري لا يخلص سوريا من «البي كي كي» و«حزب الله» و«الحرس الثوري» ونظام الأسد في آن واحد؛ هو لعبة سياسية قذرة يدفع ثمنها الشعب السوري وحده.
أميركا لا تغير أهدافها ولكنها فقط تغير طريقة اللعب، ويبدو أن إردوغان لم يقدر الفخ الأميركي الذي نصب له جيداً فوقع فيه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إردوغان في سوريا إردوغان في سوريا



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon